ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
يشهد سوق الأجهزة اللوحية حراكًا غير اعتيادي، خلال العام الجاري، فيما يترقب الجميع تطور هذا النوع ويسعى نحو توسيع فئة المستخدمين.
وتكثف شركة "غوغل" جهودها لتقديم تجربة أفضل على الأجهزة اللوحية العاملة بنظام تشغيل أندرويد، ويبذل المطورون قصارى جهدهم لتقديم تجارب أفضل لمستخدمي التابلت، فيما تغير "أبل" تصميم الآيباد، وتحاول جعله جهازا يستخدمه الجميع.
وكانت الأجهزة اللوحية من بين الإلكترونيات القليلة التي شهدت نموا في معدلات المبيعات، خلال العام الجاري، فعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية وحالة التضخم والأوضاع الجيوسياسية المضطربة، وكذلك حالة الإغلاق المصاحبة لاستمرار تفشي فيروس كورونا، إلا أن مبيعات أجهزة التابلت حققت نموا قدره 0.15% خلال الربع الثاني المنتهي في يونيو/ حزيران الماضي، بحسب تقرير مؤسسة IDC الإحصائية.
وأوردت المؤسسة أحد أهم الأسباب لذلك، وهو الدخول القوي للعديد من الشركات التقنية إلى سوق التابلت بنظام أندرويد، مثل "شاومي" و"أوبو" و"فيفو" و"ريلمي".
وقد استفادت تلك الشركات من حالة الطلب المتزايد على اللوحيات من جانب الطلاب لمتابعة الدراسة عن بعد أو في المدارس، حيث إن التابلت يعتبر بديلا عمليا ومنخفض التكلفة مقارنة بالحواسيب المكتبية أو الشخصية.
وبحسب تقرير لمؤسسة Strategy Analytics، فإن قطاع الأعمال والشركات يعتبر واحدا من أهم القطاعات التي أثرت على الطلب القوي على الأجهزة اللوحية، خلال العام الحالي، فكان هذا القطاع المحرك الرئيسي وراء الطلب المتزايد على لوحيات كل من "أبل" و"مايكروسوفت"، وكذلك مصنعي اللوحيات العاملة بنظام تشغيل ويندوز.
ولكن الخطوات الجديدة للشركات التقنية تسعى لكسر الصورة النمطية لاستخدام التابلت، من مجرد اعتباره جهازا موجها للاستخدامات الدراسية والبحثية وفي مجالات العمل، إلى جهاز عملي يمكن الاعتماد عليه في الاستخدامات اليومية.
ويتوافق ذلك تماما مع رؤية مؤسس "أبل" الراحل ستيف جوبز عندما وقف في يناير/ كانون الثاني 2010 ، ليؤكد أن السوق التقني في حاجة ماسة إلى جهاز ثوري يقف بين الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية، بحيث يقدم تجربة أفضل مع تصفح الإنترنت وقراءة الكتب ومطالعة البريد الإلكتروني والاستمتاع بالموسيقى والألعاب ومشاهدة الفيديوهات والصور، وكان ذلك في حفل إطلاق أول جهاز "آيباد".
التابلت.. مستقبل الأندرويد
وجهت شركة "غوغل" جهودها منذ نهاية العام الماضي نحو تحقيق تحول حقيقي في تجربة المستخدمين مع أجهزة تابلت أندرويد، فرفعت النقاب عن إصدار أندرويد 12L والمصمم خصيصا لأجهزة التابلت والشاشات القابلة للطي.
وكانت تجربة الأندرويد هذه المرة قد تم تصميمها من الأساس للشاشات الكبيرة، وليس كما اعتاد المستخدمون أن تكون إصدارات أندرويد للتابلت مجرد واجهة هاتف قد تم مطّها.
ولكي تعكس اختلاف نظرتها إلى سوق التابلت مقارنة بتجاهلها التام له منذ 2019، فقد شهد العام الجاري إطلاق "غوغل" إصدارات مطورة كليا لمختلف خدماتها وتطبيقاتها لتتناسب مع الشاشات الكبيرة، فخدمة Google Sheets للجداول أصبحت أكثر انسيابية في عرض الجداول ونقلها من الملفات النصية بشكل سلس.
وحصلت كذلك تطبيقات "غوغل" Home وCamera وGoogle One، جميعها على تحديثات على مستوى التصميم وترتيب عناصر واجهات الاستخدام، بحيث تستغل المساحات الشاسعة للشاشة مقارنة بالهواتف الذكية، وتقدم تجربة غامرة للمستخدم.
وكانت من أبرز التطبيقات التي حصلت على تحديثات واضحة من عائلة خدمات "غوغل" هي لوحة مفاتيحها الافتراضية Gboard والذي تطور الشركة تصميمه بالكامل لتقديم مساحة امتداد للكتابة مريحة للعين واليد.
وكذلك قدمت تباينا في الألوان وتصميم الأزرار بحيث تتناسب مع حجم الشاشة، إضافة إلى ترتيب أماكنها لتقدم حركة مريحة ليد المستخدم عند الكتابة.
ووضعت "غوغل" زرين للتحرك يمينا ويسارا بين الكلمات المكتوبة لتسهيل تحرير النصوص.
وعلى الرغم من أن أندرويد 12L سيأتي متوافقا لتشغيل الأجهزة القابلة للطي Foldables، إلا أن "غوغل" فضلت أن تبدأ التطوير من أصل الأشياء.
والأصل في الأجهزة المحمولة ذات الشاشات الكبيرة هو اللوحي وليس القابل للطي، لذلك عندما قررت "غوغل" استعادة تركيزها على الشاشات الكبيرة كونت فريقا باسم Android Tablet.
ووضعت الشركة على رأس الفريق المهندس ريتش ماينر، الذي غادر "غوغل" في 2010، بعد أن بدأت الشركة في تحويل انتباهها عن التابلت في وقت كان فيه نجم آيباد قد لمع بشكل واضح.
ويرى ماينر أن الأجهزة اللوحية أقل تكلفة من اللابتوب، بينما تطور أداؤها بشكل واضح في الآونة الأخيرة، خاصة مع تفشي فيروس كورونا، لذلك نجحت أجهزة التابلت في التحرر من وضعها في حيز الاستخدام الترفيهي لمجرد مشاهدة الفيديوهات والألعاب، والدخول بها إلى مستوى أعلى من التطبيقات المتعلقة بالإنتاجية والإبداع والعمل والدراسة.
وإلى جانب البرمجيات، فاجأت "غوغل" العالم بالكشف عن جهازها اللوحي الأول ضمن عائلة أجهزتها بيكسل وهو "بيكسل تابلت"، والذي وضع رؤية الشركة للأجهزة اللوحية جلية أمام العالم.
والجهاز يأتي بشاشة كبيرة يعتمد على استخدامه بشكل أفقي وليس رأسي كالهواتف الذكية، وتلك الرؤية انعكست على التصميم، فالكاميرا السيلفي تأتي في منتصف أحد ضلعي الجهاز الأكثر طولا؛ مما يجعله مثاليا للألعاب والقراءة ومشاهدة الفيديوهات، وكذلك إجراء مكالمات الفيديو.
وأوضحت "غوغل"، خلال حفل إطلاق جهازها اللوحي، مطلع الشهر الجاري، أن التابلت جهاز يكثر استخدامه في المنزل بنسبة 80%، لذلك سيصاحب بيكسل تابلت عند وصوله للأسواق العام المقبل، حامل مغناطيسي جديد يسمح بتثبيت الجهاز عليه في وضع عرضي، بحيث يتم شحنه طوال الوقت لاسلكيا.
وفي نفس الوقت يسمح للمستخدم بالتفاعل معه بالأوامر الصوتية إلى المساعد الذكي "أسيستانت" أو باللمس، فيكون تابلت "غوغل" القادم في قلب منازل المستخدمين يتفاعلون معه للبحث وتشغيل الموسيقى وإجراء مكالمات الفيديو، وكذلك للتحكم في أجهزتهم المنزلية الذكية.
ولم تكشف "غوغل" عن سعر جهازها اللوحي، ولكن من المتوقع أن يكون أقل من 500 دولار، لأن تسعير أي جهاز تحت هذا الحاجز السعري يعطيه فرصة جيدة لتوسيع قاعدة مسخدميه، خاصة وإن كان جهازا متعدد الاستخدامات مثل التابلت.
جمهور جديد للآيباد
ولم تقف "أبل" مكتوفة الأيدي أمام كل تلك الجهود الحثيثة من منافستها اللدودة "غوغل"، فمنذ 2020، أثبتت الشركة نفسها ووضعت بصمتها داخل سوق التابلت بعائلة آيباد بإصداراتها المتنوعة التي تلبي مختلف الاحتياجات.
وبدأت المسيرة من "آيباد ميني" والذي يستهدف المستخدمين أصحاب الاحتياجات الأساسية مثل القراءة وتصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات، مرورا بجمهور أجهزة "آيباد" و"آيباد آير"، والذين قد يميلون أكثر إلى تشغيل المزيد من التطبيقات في نفس الوقت Multi-tasking وكذلك إنجاز بعض المهام التي تتطلب أداءً أقوى، وصولا إلى استخدام المحترفين لأجهزة آيباد برو من مصممين الجرافيكس ومحرري الفيديوهات، وكذلك عشاق ألعاب الفيديو ذات الرسوميات المعقدة.
وطورت شركة "أبل" تجربة المستخدمين على أجهزتها اللوحية، سواء على مستوى الأداء والعملية من خلال تطوير معالجاتها الخاصة والتي نجحت في الارتقاء بأجهزة آيباد بمرور السنوات لتضاهي تجربة الحواسيب الشخصية، وكذلك أحدثت طفرة في مجال استخدام الأقلام الذكية عبر عائلة أقلام Apple Pencil، وصولا إلى تقديم تجربة برمجية ثورية مع التحول بنظام تشغيل آيباد من مجرد نسخة مطورة من نظام آيفون iOS، إلى نظام منفصل iPadOS يقترب في التجربة المقدمة للمستخدمين إلى تجربتهم مع نظام أجهزة ماك الحاسوبية macOS.
وانعكس هذا التوجه الجديد حتى في موعد طرح الإصدار الجديد من نظام تشغيل "آيباد أو إس"، فبعد أن اعتاد الجمهور الكشف عنه في نفس مؤتمر إطلاق هواتف آيفون كل عام، أصبح يتم الكشف عن موعد طرحه في مؤتمر الشركة السنوي للكشف عن إصدارات حواسيب "ماك" الجديدة.
وشهد العام الجاري نقطة تحول في استراتيجية "أبل" ونظرتها للأجهزة اللوحية، فقد كبحت الشركة جماح فرقها من المطورين والمصممين لتقلل من تقديم المزايا الجديدة على متن أجهزة "آيباد برو" الجديدة هذا العام، واكتفت بتقديم مزايا جديدة طفيفة.
ولكن أجهزة "آيباد" حصلت على تحديث جديد ملموس يتمثل في تغيير تصميمها ليصبح أسلوب استخدامه أفقيا، على نفس منوال بيكسل تابلت، كما طورت تجربة التصوير على متنه، مع تزويده بإكسسوار لوحة مفاتيح جديد Magic Keyboard Folio، والذي يقدم تجربة كتابة مريحة تجعل المستخدم يشعر وكأنه يستخدم لابتوب وليس مجرد تابلت.
وتسعير "أبل" للجهاز يبدأ من 450 دولارا، وهو سعر مثالي، لأنه سيوسع انتشارها في فئة مستخدمي التابلت منخفض التكلفة، خاصة مع زيادة المنافسة من الشركات الصينية مثل "هواوي" و"شاومي" و"أوبو" و"فيفو" والتي تبدأ أسعارها من 250 دولارا.
وستشهد السنوات المقبلة تحولا كبيرا في استخدامات الإلكترونيات داخل حياة المستخدم.
وستحصد أجهزة التابلت مرتبة متقدمة في قائمة أولويات المستخدم؛ نظرا لمساحة الشاشة الكبيرة والتي تصل إلى 12.9 بوصة وكذلك سهولة التنقل، إلى جانب التطور الكبير في الإكسسوارات الخاصة بها مثل لوحات المفاتيح المتنقلة ودعم تشغيل الماوس، وكذلك التطور السريع للأقلام الذكية.
يضاف إلى ذلك استقطاب عمالقة أنظمة التشغيل مثل "أبل" و"غوغل" و"هواوي" للمطورين، وتشجيعهم على إنشاء تجارب ثرية للمستخدمين تستغل إمكانيات التابلت وتجعله في قلب استخدامهم اليومي، وتحويله من مجرد جهاز ثانوي، إلى جهاز أساسي يتكامل مع الهواتف الذكية وبقية الإلكترونيات حولنا.