يبدو أن مستقبل المقابلات الوظيفية في طريقه إلى التحول لمزيد من الاعتماد على التكنولوجيا، حيث طورت شركة بدي سوابس (Bodyswaps) ومقرها لندن، نظاما يحاكي مقابلة العمل باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز وعالم الذكاء الاصطناعي.
وتحت عنوان "مقابلتك الوظيفية القادمة ربما تجرى عبر الواقع الافتراضي"، سلط موقع "بي بي سي" الضوء على التقنية الجديدة، مشيرًا إلى أنها تساعد كمًا واسعًا من الأشخاص الأكثر عرضة للتوتر، وأصحاب الخبرة القليلة في الاستعداد للمقابلة الوظيفية.
وفي الوقت الحالي، تجرى المقابلة بإحدى طريقتين: إما عن طريق مقابلة من أرض الواقع في مكتب مع مدير واحد أو أكثر، أو عن طريق مكالمة عبر برامج الاجتماعات مثل زووم، وفي كلتا الحالتين تكون محطمة للأعصاب.
لكن بفضل التقدم في الذكاء الاصطناعي (AI) وتكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR)، أصبح بالإمكان من خلال النظام الذي طورته شركة بدي سوابس للمستخدمين الآن التدريب على مقابلة العمل عبر تقنية افتراضية لا يقتصر دورها على محاكاة بيئة المقابلة فحسب، ولكن أيضا تقديم النصائح لتحسين المهارات الشخصية (Soft skills).
وبحسب موقع "بي بي سي"، فإن هذه التقنية تجري عبر استخدام المتدرب نظارات افتراضية، بعد اختياره أفاتار يمثله في البيئة الافتراضية.
ومن خلال الذكاء الاصطناعي يتم ملاحظة وطرح أسئلة مباشرة من قبل محاور افتراضي على المستخدم للنظام، من بينها: "أخبرني عن أعظم إنجازاتك"، إلى الأكثر تحديًا ".. هل تفضل أن تكون محبوبًا أو خائفًا؟".
وبعد ذلك يحصل المستخدم (المتدرب) على نصائح وتعليقات خاصة، ليس فقط حول ما قاله، ولكن أيضا كيف يقوله، وما إذا كان يحافظ على التواصل البصري مع المحاور، والوضعية الصحيحة للجلوس والتفاعل.
ونقل الموقع عن طالب الهندسة أيان أحمد الذي حظي بتجربة بدي سوابس: "لم أجرِ مقابلة من قبل في حياتي.. وكانت تلك التجربة كلها عبر الإنترنت، وتمكنت من التعبير عن نفسي بشكل جيد، وبعد نهاية التجربة، أخبرني محاور الواقع الافتراضي بما فعلته بشكل خاطئ، وما فعلته بشكل صحيح.
وتابع: "ساعدني ذلك بالفعل في معرفة ما يجب فعله في مقابلتي التالية".
وقال كريستوف ماليت، الرئيس التنفيذي لبدي سوابس، إن فكرة مقابلة العمل الافتراضية أنها تجعل الأشخاص قادرين على الاستمرار في التدرب على مقابلات العمل عبر المحاكاة حتى يشعروا أنهم مستعدون لإجراء مقابلة واقعية.
ويعتقد ماليت أن التقنية التي تنتجها شركته لديها فرصة لتحقيق تكافؤ الفرص أمام المرشحين من خلفيات أقل ثراءً، والذين قد لا تتاح لهم الفرصة لممارسة مقابلات العمل في بيئة مهنية.
وتابع: "أشياء مثل التواصل والتعاطف والقيادة هي أسرار النجاح (في المقابلات)، ولكن كيف يمكنك ممارستها؟". وأردف: "إذا كنت غنيًا، يمكنك الحصول على مدرب. وإلا ليس أمامك سوى التعلم الإلكتروني عبر مشاهدة مقاطع فيديو حول الموضوع، ولكن تلك الطريقة غير فعالة؛ لأنك ستفتقر إلى الممارسة الحقيقية".