قال الخبير الفلكي الأردني عماد مجاهد إن الصاروخ الصيني "التائه" دخل بعد عصر يوم الخميس الغلاف الغازي للأرض، وهو ما يجعله يخرج شعلا نارية أو ضوئية تسهل من عملية مراقبته وتحديد مساره، فيما حدد مركز الفلك الدولي موعد ومكان سقوط حطامه.
وبين مجاهد في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تتبعان حركة الصاروخ بشكل مستمر".
وأكد أنه "من المتوقع أن يصطدم بسطح الأرض ما بين يومي السبت والأحد المقبلين"، لافتًا إلى أنه يمكن تحديد مكان وقوعه بشكل تقريبي قبل 20 ساعة من الاصطدام، وبشكل دقيق قبل ساعات قليلة فقط".
وأشار إلى أن "الصاروخ سوف يعبر سماء الأردن في تمام الساعة الـ5 بعد منتصف الليلة القادمة"، مرجحًا أن "يظهر الصاروخ في العقبة جنوبًا، متجها نحو شمال المملكة؛ أي يشاهد في الجهة الغربية من الأردن".
وأوضح مجاهد أن "الاحتمال الأكبر هو أن يسقط الصاروخ في البحر وليس على اليابسة؛ لأن البحار والمحيطات تشكل 70% من سطح الأرض وهو ما يعزز نظريته".
وبشأن الأضرار المتوقعة، توقع أنها ستكون "محدودة ومحدودة جدًا، إذ لن تطول الطبيعة أو البيئة والمناخ في حال سقط على يابسة غير مأهولة، أما في حال سقوطه على منطقة مأهولة ستكون هناك أضرار بمكان وقاطنيه".
وكان مركز الفلك الدولي حدد، يوم الخميس، موعد ومكان سقوط الصاروخ الفضائي الصيني التائه (Long March 5) من طراز (CZ-5B)، بما يتوافق مع مجاهد.
وقال المركز، في بيان له عبر موقعه الرسمي، إن "موضوع سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض موضوع عادي ومتكرر بشكل أسبوعي تقريبا، إلا أن ما يميز هذا السقوط هو أن حطامه أكبر من المعدل المعتاد".
وأضاف المركز أنه ثانيا كانت النية "لإعادته بشكل متحكم به، إلا أنه في النهاية أصبح سقوطا غير متحكم به، شأنه شأن باقي السقوطات التي تحدث بشكل مستمر".
وأكد أنه "من المتوقع أن يسقط على الأرض خلال الأيام القليلة القادمة، حيث يبلغ طول هذا الحطام 33 مترا وقطره 5 أمتار ووزنه 21 طنا تقريبا، وهو يدور حول الأرض بسرعة متوسطة تزيد قليلا على 28 ألف كيلومتر في الساعة!".
وأضاف أن الذي "يحدث عند سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض هو ما يلي: على ارتفاع 120 كم يعاني القمر الصناعي من احتكاك شديد مع الغلاف الجوي فترتفع حرارته ويبدأ بالتفكك".
وتابع: "أما على ارتفاع 78 كم ينفجر القمر الصناعي بسبب شدة الضغط والحرارة، ويبقى مشتعلا حتى ارتفاع حوالي 50-40 كم، وخلال هذه الرحلة من 120كم وحتى 40 كم يشاهد في السماء كجرم لامع جدا ومشتعل ويتكون من عدة قطع مضيئة".
وزاد البيان: "بعد ذلك تختفي الإضاءة ويكمل سقوطه نحو الأرض سقوطا حرا، ولا يمكن مشاهدته إلى أن يصطدم بالأرض".
وقال مركز الفلك الدولي إنه "عادة لا يصل إلى الأرض إلا 10% إلى 40% فقط من كتلة القمر الصناعي الأولية، ولكن بسبب حجم هذا الحطام الكبير فإن ما تبقى منه قد يشكل خطرا على المكان الذي سيسقط عليه حصرا، وحيث إن الماء يشكل 71% من مساحة الأرض، فإن نسبة سقوطه في البحر هي 71% أيضا".
ولفت المركز إلى أنه "لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام".
واعتبر أن "عملية التنبؤ هذه يشوبها العديد من عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة، منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي، ومعرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول، إذ إنها تتغير بتغير النشاط الشمسي".
لكن تنبؤات وزارة الدفاع الأمريكية تشير إلى أن موعد السقوط هو الجمعة 8 أيار/مايو، في الساعة 22:11 توقيت غرينتش بهامش خطأ زائد ناقص 21 ساعة.
بينما تشير توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي إلى أن الموعد المتوقع هو يوم السبت 9 أيار/مايو في الساعة 05:17 توقيت غرينتش زائد ناقص 21 ساعة، وفق البيان.
إلى ذلك، تبين الخرائط المرفقة أن "موقع سقوط القمر الصناعي المتوقع يوم 9 أيار/ مايو في الساعة 05:17، هو في وسط أفريقيا".
وتشير الخطوط الخضراء والحمراء إلى الأماكن التي قد يسقط فيها القمر الصناعي ضمن هامش خطأ مقداره زائد ناقص 10 ساعات.
وقال البيان: إن "الخريطة ستتغير بمرور الوقت، وكلما اقتربنا من موعد السقوط سيقل هامش الخطأ وستقل الأماكن المرشحة ليسقط الحطام فوقها".
وأضاف: "بكل تأكيد حتى قبل ساعتين من موعد السقوط لا يمكن تحديد المكان والوقت بشكل دقيق، فعادة يكون أقل هامش خطأ هو بحدود زائد ناقص ساعة واحدة".
وأشار إلى أن "الحطام هذا يلف الكرة الأرضية مرة واحدة كل 89 دقيقة، وهذا يعني هامش خطأ مقداره ساعتان، ما يعني أن هناك مناطق شاسعة ستبقى مهددة بسقوط القمر الصناعي فوقها".
وكان صاروخ "لونج مارش 5 بي" خرج عن السيطرة بعد إطلاقة نحو الفضاء يوم الخميس الماضي، وكان من المقرر أن ينقل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة "تيانخه" الصينية.