كشف موقع إذاعة "فردا" الإيراني، اليوم الاثنين، أن تقريرا توصل إلى أن السلطات الإيرانية تستخدم طرقاً متقدمة للتجسس والتسلل السيبراني؛ لمراقبة المعارضة والأقليات والمنفيين لسنوات، وسرقة معلوماتهم.
وأشار الموقع إلى أن التقرير أجرته شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية، ونشرته شركة نتائج التحقيق Checkpoint بالتعاون مع شركة "سفبريج".
وتظهر هذه الدراسات أن وكالات الاستخبارات الإيرانية استخدمت القرصنة الإلكترونية لسرقة معلومات حول الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية للإيرانيين داخل وخارج البلاد في 12 دولة على الأقل، من بين الأهداف التي اختارتها الحكومة.
وقال التقرير: إن النظام الإيراني وبسبب نجاحه في محاصرة "الفريسة" أصبح أكثر تطوراً بمرور الوقت، ويستمر في تحقيق أهدافه من خلال استخدام تقنيات جديدة.
وبناءً على تحليل البيانات المتاحة، فإن شركة Checkpoint على ثقة من أن أربعة على الأقل من البرامج الإلكترونية للنظام الإيراني لا تزال نشطة، وقد بدأ آخرها في نوفمبر من العام الماضي.
وأظهر تحقيقان أن إيران سرقت معلومات أكثر من 1200 شخص في 10 برامج مختلفة وحصرية على الأقل، وقد استخدمت البرامج الضارة، والمدونات، والمراسلين، وتشجيع مشاركة محتوى التلغرام، وتنزيل روابط المحتوى التي قد تهم الأفراد، مثل الرابط الصوتي لمسؤول حكومي، أو مستند مصاب بالفيروس من مؤسسة الشهيد (التابعة للحكومة) للوصول إلى وكلاء الإنترنت الحكوميين، كما استخدمت إيران معلومات الهاتف وأجهزة الكمبيوتر الشخصية للأفراد.
وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن "النظام الإيراني قام بتقديم حزم وهمية لألعاب الفيديو في متاجر Google عبر الإنترنت، وإطلاق متجر تطبيقات Android الافتراضي لتنزيل البرامج، ونسخ تطبيق "مطعم محسن" في طهران، وتطبيق "Wallpaper"، والتطبيقات المزيفة التي تدعي توفير "الأمان" للجوال، وتقديم التقارير الإخبارية ومقالات وكالات الأنباء أحد الأساليب التي تستخدمها الجماعات الإلكترونية التابعة للحكومة الإيرانية للخداع.
وتقول شركة " تشيك بوينت" الإسرائيلية: إن "المنشقين الإيرانيين في العديد من البلدان، بمن في ذلك النشطاء الأكراد، كانوا ضحايا مطاردة إلكترونية قامت بها إيران، كما كان الحال في الماضي ضد العاملين في مجال الإعلام الناطقين باللغة الفارسية في الخارج".
وأضافت الشركة أن إيران نجحت في التقاط صوت المحادثات وملفاتها الصوتية، ومن خلال الوصول إلى ميكروفون الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر لتكون على علم بالمحادثات التي جرت حولها.
وبحسب الشركة، فإن "الحكومة الإيرانية تمكنت من الوصول إلى موقع الهواتف المحمولة، وجمع هوياتهم، بالإضافة إلى الصور ومقاطع الفيديو وسرقة الملفات الأخرى المتاحة، وكذلك الذاكرة الخارجية لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالأشخاص، وتم إبلاغهم بأي برنامج قام الضحية بتثبيته على هاتفه المحمول أو الكمبيوتر".
بالإضافة إلى مجموعة القرصنة الإلكترونية التابعة للحكومة الإيرانية والمعروفة باسم "القطة المحلية"، والتي اشتهرت منذ فترة طويلة، هناك مجموعات أخرى تُدعى "إنفي" والتي يُقدر مستوى قدرتها بدرجة عالية، و"أمير بلاد فارس" في مهمة نيابة عن طهران، وكان القصد منه سرقة المعلومات من الأفراد.
وتقول الشركة الإسرائيلية في التحقيق: "إن ما لا يقل عن 251 إيرانيًا داخل البلاد، و 25 في الولايات المتحدة، وثلاثة في بريطانيا، و 19 في باكستان، وثمانية في أفغانستان، وواحدا في تركيا، واثنين في أوزبكستان، تعرضوا للخداع بسبب العمليات الإلكترونية للنظام، وسقطوا في فخ السلطات الإيرانية".
وقال يانيو بالمز، رئيس قسم التحقيق والأبحاث في شركة " تشيك بوينت" الإسرائيلية: "تُظهر الأدلة أن إيران قد استثمرت موارد كبيرة في تطوير عملياتها الإلكترونية".
وتؤكد الشركة أن أبحاثها تركز على فوائد ودوافع استغلال الجماعات الحكومية الإيرانية، بالإضافة إلى فهم الأداء الفني للجماعات الحكومية الإيرانية.
وقال باحثو الشركة الإسرائيلية: "إن إيران اتبعت إجراءات إلكترونية عدوانية لقمع الاحتجاجات، من خلال الرقابة أو حتى حالات مثل قطع الإنترنت، لكنها تواصل مراقبة المعارضة الإلكترونية والترحيل الأيديولوجي كجزء دائم من أهدافها".
وقدمت الشركة الإسرائيلية للتقنيات البرمجية "تشك بوينت"، التي يقع مقرها في تل أبيب، نتائج دراستي الحالة، مع قائمة مفصلة بالضحايا، لوكالات إنفاذ القانون الأمريكية والبريطانية، ولم ترد إيران على التقرير الجديد كما كانت من قبل.