احتضن مقر المعهد العلمي في الرباط بالمغرب، يوم الخميس، ندوة بعنوان "اكتشاف أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل في المغرب"، تحدث خلالها الباحثان في الانثروبولوجيا المغربي عبد الواحد نصر، والفرنسي جون جاك هوبلين، عن حيثيات اكتشاف بقايا أقدم إنسان عاقل بالمغرب، وحددا أهم مواصفات الدماغ البشري القديم، كما أثبتتها تحليلات الحمض النووي.
ووفق جاك هوبين، الباحث في معهد للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا، غيرت الجماجم التي تم العثور عليها بمنطقة جبل ايغود، بين مراكش واسفي، الكثير من المعلومات العلمية، أبرزها أن دماغ الإنسان العاقل في تلك الفترة كان يشترك مع الإنسان الحالي في بضع خصائص، حسب الأبحاث التي أجريت على الحمض النووي، أهمها أن حجم دماغه كان قريبًا من حجم دماغنا، لكنه مختلف عنه في الشكل.
وأكد الباحثان أن العظام والجماجم التي تم العثور عليها بالمغرب هي الأقدم لحد الآن، إذ يعود قدمها إلى ما قبل 300 ألف سنة، مقارنة بتلك التي وجدت بأفريقيا الجنوبية وعمرها 260 ألف سنة، وفي كينيا وعمرها 2000 سنة، والخلاصة أن الأفارقة أول البشر المعاصرين، وأن المغاربة أول سكان القارة السمراء، وفق ما توصل إليه الباحثان.
وعن البيئة التي عاش فيها، أكد الباحثان أن "أفريقيا الأمس ليست هي أفريقيا اليوم، إذ كان معظمها عبارة عن غابات ولم تكن تتوافر على صحارى كما هي الحال اليوم؛ ما جعلها بيئة مواتية لعيش الإنسان".
كما أن منطقة ايغود بالمغرب كانت مناسبة لاستقرار الإنسان، بعيدًا عن الكثير من المخاطر كالحيوانات المتوحشة، لذا فهي تتوافر على عمر جيولوجي مهم، وحصلت بها اكتشافات مفيدة جدًا على المستوى العلمي، من بينها 22 عينة تعود على الأقل لـ5 إفراد ، تم العثور عليها بين 2004 و2011.
