كشفت فنلندا عن استراتيجيتها الأمنية الجديدة لمنطقة القطب الشمالي؛ في محاولة لترسيخ دورها وسط منافسة محتدمة بين القوى العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وبحسب "ديفينس نيوز"، فإن الوثيقة، الصادرة في 25 نوفمبر، تشكل تحديثًا لاستراتيجية عام 2021 التي وضعت قبل انضمام فنلندا إلى حلف الناتو، وتركز على حماية مصالحها في "لابلاند"، حيث تمتد ثلث أراضي البلاد شمال الدائرة القطبية، وعلى تعزيز تعاونها مع الدول الحليفة خصوصًا في إطار اتفاقية "ICE" الخاصة بتطوير كاسحات الجليد مع كندا والولايات المتحدة.
ويرى الخبراء أن الاستراتيجية الجديدة توضح أن الولايات المتحدة تتعامل مع القطب الشمالي كمنطقة تنافس عالمي؛ ما يطرح تحديات جديدة لفنلندا في إدارة علاقاتها مع واشنطن وروسيا، كما أن إنشاء وحدة الناتو الجديدة في شمال فنلندا لتعزيز الردع الإقليمي، يعكس رغبة هلسنكي في لعب دور محوري في التخطيط والسيطرة على العمليات البرية في المنطقة، خصوصًا في حالات الطوارئ.
وأشارت الوثيقة أيضًا إلى أهمية مجلس القطب الشمالي كإطار للتعاون بين الدول، رغم التوترات التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تستمر المشروعات البحثية والخبرات الفنية ضمن مجموعات العمل، في حين جرى تعليق اللقاءات السياسية على مستوى القادة.
ويعتقد مراقبون أن إتاحة فنلندا المجال لدول خارج المنطقة لتقديم طلبات بصفة "مراقب"، يعكس السعي لإشراك أطراف متعددة في صياغة ملامح الأمن في القطب الشمالي.
وفي خضم هذا الصراع على النفوذ بين واشنطن وموسكو، يبدو أن هلسنكي اختارت مسارًا حذرًا لكن مستدامًا لترسيخ حضورها الأمني، مستفيدة من عضويتها الجديدة في الناتو وتحالفاتها مع الشركاء الغربيين، بما يضمن لها بصمة واضحة في المنطقة الأكثر حساسية استراتيجيًا في العالم.