مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
قال مصدر مسؤول في الحكومة الإيرانية إن إيران لا تزال بانتظار "إشارات إيجابية" من الولايات المتحدة والدول الأوروبية قبل الدخول في أي جولة تفاوضية جديدة، مشددًا على أن التصريحات لا تكفي، وأن المطلوب هو موقف واضح ورسمي من العواصم الغربية.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"إرم نيوز"، بشأن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مد يد التعاون مع إيران، أن "طهران تشترط وجود مقدمات حقيقية للحوار"، مبينًا أن على واشنطن أن تبعث برسالة صريحة مفادها أنها "لن تكرر سلوكها السابق في التعامل مع إيران"، في إشارة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي العام 2018.
وأضاف أن أي مفاوضات تُستأنف بلا هدف محدد أو في ظل إصرار واشنطن على مواقف متشددة مثل "التخصيب الصفري"، لن تؤدي إلى حل، بل ستفاقم التوتر وقد تفتح الباب أمام مواجهة عسكرية محتملة.
وأشار إلى أن تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي حول احتمال إجراء المحادثات في القاهرة أو أوروبا، تعكس انتظار طهران لمؤشرات إيجابية من الغرب، مؤكدًا أن إيران لن تُبادر إلى الحوار ما لم تتلقَّ تلك الإشارات بوضوح.
إحياء المسار الدبلوماسي يواجه عقبات
وعند سؤاله عن إمكانية إحياء المفاوضات النووية بعد إعلان ترامب، قال: "ليست القضية بهذه السهولة، فمحاولات إحياء المسار الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران تواجه عقبات متزايدة، في ظل تنامي انعدام الثقة لدى طهران تجاه نوايا واشنطن، خصوصًا بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة على منشآت إيرانية".
وتابع المصدر الحكومي الإيراني: "إن الضربات التي نفذتها واشنطن وتل أبيب في يونيو/حزيران الماضي، أثناء استمرار المفاوضات النووية، أضعفت موقف التيار الإصلاحي والمعتدل المؤيد للحوار داخل إيران"، منوّهًا إلى أن "هناك شعورًا متزايدًا في طهران بأن أمريكا تستخدم لغة الدبلوماسية فقط لإيهام الإيرانيين بالأمان".
وبحسب المصدر، فإن الطريق نحو إعادة بناء الثقة بين طهران وواشنطن يبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، رغم إدراك الجانبين أن الخيار الدبلوماسي يبقى أقل كلفة من المواجهة المباشرة.
وهاجمت الخارجية الإيرانية بشدة تصريحات الرئيس ترامب التي دعا فيها إلى "السلام والحوار" مع طهران، ووصفتها بأنها تناقض فاضح مع سياسات واشنطن العدائية ضد الشعب الإيراني.
وقالت الخارجية الإيرانية إن "الولايات المتحدة، بصفتها أكبر منتج للإرهاب في العالم وحامي النظام الصهيوني المجرم، لا تملك أي صلاحية أخلاقية لتوجيه الاتهامات إلى الآخرين".
وجاء البيان رداً على خطاب ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، حيث دافع عن الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية وقرار الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، قبل أن يعرب عن رغبته في التوصل إلى "اتفاق جديد مع طهران".
وأضاف البيان: "كيف يمكن لمن يهاجم مناطق سكنية ومنشآت نووية سلمية ويقتل أكثر من ألف مدني، بينهم نساء وأطفال، أن يتحدث بعد ذلك عن السلام والصداقة؟".
واستهدف الهجوم الأمريكي الإسرائيلي الذي استمر 12 يومًا منشآت نووية في نطنز وأصفهان وفردو، في وقت كانت تُجرى فيه مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الإيراني والأمريكي؛ ما اعتبرته طهران "خيانة للدبلوماسية".
ويأتي الموقف الإيراني بعد أيام من إعلان طهران رفضها دعوة مصر للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ للسلام في غزة، الذي شارك فيه عدد من القادة العالميين، بينهم الرئيسان الأمريكي والفرنسي.
وفي المقابل، كرر ترامب في خطابه بالكنيست أن "الولايات المتحدة لا تعادي الشعب الإيراني، بل تسعى فقط إلى السلام"، مؤكدًا أن "اليد ممدودة للتعاون إذا أرادت إيران الاتفاق".
لكن مسؤولين إيرانيين، منهم عباس عراقجي، شددوا على أن "طهران لم تتلق أي طلب رسمي للمفاوضات، وأن التجارب السابقة أثبتت أن الحوار تحت التهديد مصيره الفشل"، فيما كان المرشد الأعلى علي خامنئي قد أكد الشهر الماضي أن "التفاوض مع أمريكا لا ينفع، بل يضرّ".
ويبدو أن دعوة ترامب إلى اتفاق جديد تصطدم بجدار من الشكوك والرفض الإيراني، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الجانبين عقب انتهاء العمل بالاتفاق النووي وعودة آلية الزناد "سناب باك" لإعادة العقوبات.