الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

هل تتحول خطة ترامب إلى "فخ" ينسف حلم السلام في غزة؟

مشهد من مدينة غزةالمصدر: مجلس العلاقات الخارجية

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب اختبارًا دقيقًا لخطة السلام التي أعلنها لإنهاء الحرب في غزة، بعد مرور عامَين على هجمات الـ7 من أكتوبر 2023، التي أودت بحياة أكثر من ألف إسرائيلي وأدت إلى أسر المئات، بحسب تقرير لـ"Council on Foreign Relations - مجلس العلاقات الخارجية".

وذكر التقرير أن خطة ترامب الطموحة تتضمن وقفًا فوريًّا لإطلاق النار فور قبول الصفقة، وإعادة جميع الرهائن، الأحياء والأموات، خلال 72 ساعة، بالإضافة إلى تفكيك حماس عسكريًّا وإداريًّا، ونشر المساعدات الإنسانية تحت إشراف قوة دولية، مع إدارة غزة من قبل لجنة فلسطينية غير سياسية تشرف عليها إدارة ترامب مباشرة، ويشارك فيها شخصيات دولية بارزة مثل توني بلير.

أخبار ذات علاقة

رئيس وفد حماس المفاوض خليل الحية

حماس تكشف حقيقة بدء استعادة جثث الرهائن

سلام تحت ضغط إقليمي ودولي

الصفقة مدعومة من إسرائيل وحظيت بترحيب واسع من قادة الشرق الأوسط وأوروبا، إلَّا أن التاريخ الطويل لخطط السلام الفاشلة يجعل العديد يشككون في جدوى هذه المبادرة. 

غير أن الفرق الجوهري هذه المرة يكمن في الضغط الإقليمي المتزايد على حماس من دول الخليج، وعلى رأسها قطر والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى مصر والأردن وتركيا؛ فهذه الدول تشعر بضرورة إنهاء الحرب في ظل حالة الشباب العربي الجديد الذي أصبح أكثر اهتمامًا بالقضية الفلسطينية؛ ما يزيد الضغوط السياسية على حركة حماس، لكن السؤال الكبير يبقى: هل ستقبل الحركة بالموافقة الكاملة على خطة ترامب، أم ستتعامل معها جزئيًّا مع محاولة الحفاظ على نفوذها؟

وعلى الأرض، يبدو أن إسرائيل قد حققت معظم أهدافها: لا يوجد موعد نهائي واضح لانسحابها، لكن الالتزامات مفتوحة للتفسير، ولا توجد خطة محددة لحل الدولتين، بل التزام فضفاض بقيادة فلسطينية جديدة تحت إشراف لجنة ترامب، أمَّا السلطة الفلسطينية فقد أيَّدت الصفقة، لكن تأثير هذا الدعم على الأرض محدود جدًّا.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

"سفك دماء هائل".. ترامب يهدد حماس ويحذرها من التلاعب بخطة غزة

تنفيذ جزئي قد يشعل الصراع

حماس بدورها أعلنت استعدادها لإطلاق سراح الرهائن، لكنها لم توافق بعد على كامل بنود الصفقة، ويشير التحليل إلى أنه وحتى لو وافقت حماس على الإفراج عن الرهائن، فإن وقف الأعمال العدائية قد يُستغل لإعادة تنظيم قواتها، واستعادة الأسلحة جزئيًّا، وممارسة ضغط على الدول العربية للعودة عن دعم الصفقة.

هذا قد يدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها؛ ما يرفع حجم الدمار ويزيد معاناة المدنيين؛ ما يعني أن أي محاولة لتطبيق الخطة جزئيًّا تحت إشراف دولي ستكون محفوفة بالمخاطر، إذ ستظل مناطق واسعة من غزة تحت القتال؛ ما يجعل جهود إعادة الإعمار والتنمية شبه مستحيلة، كما يمكن لإسرائيل تكثيف عملياتها في غزة؛ ما يزيد حجم الدمار ويضع المدنيين في دائرة الخطر.

رغم الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة، تظل حماس، حتى الآن، ثابتة في موقفها، كما أن تمسكها بالوجود السياسي والعسكري يجعلها أقل استعدادًا للتخلي عن مشروعها أو نفوذها، وهو ما يضع خطة ترامب أمام اختبار عسير؛ ما يعني أن نجاحها الكامل يبدو بعيد المنال، وأي خطوة نحو تنفيذ الصفقة قد تنتهي بإعادة النزاع إلى نقطة البداية، ويترك مناطق واسعة من غزة تحت القتال، ويعرقل جهود إعادة الإعمار والتنمية؛ ما يبقي غزة على صفيح ساخن ويهدد المدنيين بمزيد من الكارثة الإنسانية.

وقد تحقق خطة ترامب تبادلًا محدودًا للرهائن وتوقفًا جزئيًّا للقتال، لكنها على الأرجح لن تنهي النزاع أو تضع حدًّا لوجود حماس، تاركة المنطقة أمام اختبار عسير لإمكانية تحقيق سلام دائم أو التورط في موجة جديدة من العنف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC