logo
العالم

"الكرة عند قدميه".. كيف تمثل كأس العالم 2026 ساحة نفوذ سياسية جديدة لترامب؟

دونالد ترامب حاملاً نسخة من كأس العالمالمصدر: رويترز

باعتباره البلد المضيف لكأس العالم المقبلة، يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الكرة عند قدميه في مواقف السياسة الخارجية الشائكة التي تشمل إسرائيل وروسيا وإيران والبرازيل، وفق وصف صحيفة "بوليتيكو". 

وفي الأسبوع الماضي، بينما استغل قادة الدول الغربية الأخرى زياراتهم للأمم المتحدة للإعلان عن اعترافهم بدولة فلسطينية، لم يكن أمام ترامب سوى الوقوف متفرّجاً، لكن الآن، ومع بروز مسألة إسرائيل في منظمة دولية مختلفة تماماً، يجد ترامب نفسه متمتّعاً بنفوذ أكبر بكثير.

في الأسبوع المقبل، قد تُصوّت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد القاري الذي تُشارك فيه فرقها دولياً منذ تسعينيات القرن الماضي.

وحثّ العشرات من أعضاء "يويفا" الاتحاد على إعادة النظر في وضع إسرائيل، الأمر الذي قد يُمهّد الطريق لاستبعادها تماماً من كرة القدم الدولية، مثلما حدث مع روسيا بعد حربها مع أوكرانيا، والتي استُبعدت أيضاً من بطولات الاتحاد الدولي "فيفا".

ووفق "بوليتيكو" فإن ترامب، الذي اقترح إلغاء الحظر الروسي كجزء من حل محتمل لحربها مع أوكرانيا، قد يكون الآن الزعيم العالمي الوحيد الذي يملك النفوذ الكافي لمنع إسرائيل من المصير نفسه.

ومصدر نفوذ غير متوقع لترامب في ولايته الثانية، مستمد بالكامل من وضع الولايات المتحدة المؤقت كدولة مضيفة رئيسة لكأس العالم الصيف المقبل، إذ نقلت "بوليتيكو" عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قوله: "سنعمل بكل جهد على إيقاف أي محاولة لمنع المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم من المشاركة في كأس العالم".

ولوّح ترامب بالقدرة على المنافسة كمكافأة محتملة لروسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، ومن المتوقع أن يعزز موقفه المتشدد تجاه إيران بمنع جماهيرها من السفر إلى الولايات المتحدة لتشجيع فريقها. كذلك يخشى بعض البرازيليين البارزين أن تُقيد إدارته منح التأشيرات للمشاهدين أو المسؤولين الحكوميين من بلدهم أيضاً، كوسيلة لكسب اليد العليا في المفاوضات التجارية.

تبديل اللعب

وعندما منح "فيفا" الولايات المتحدة حق الاستضافة المشتركة لبطولة 2026، احتفل ترامب بذلك باعتباره "نصراً شخصياً"، إذ قال في يونيو/حزيران 2018: "لقد ناضلتُ بكل جهد لأحصل عليه في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. نحن فخورون جداً باختيارنا".

لكن ترامب لم يكن يتوقع أن يكون في منصبه عندما أقيمت البطولة في صيف عام 2026. والآن، بعد أن أصبح موعدها على بعد أشهر، يجد ترامب أن التواجد في قلب الحدث الرياضي الأبرز في العالم، والقوة العملية والرمزية التي تصاحبه، يوفر له أداة جديدة وغير متوقعة لاستخدامها لتعزيز المصالح الأمريكية.

وسعى ترامب جاهداً لكسب النفوذ في المفاوضات الدولية أينما وجد، خالطاً في كثير من الأحيان بين قضايا يتجنبها الدبلوماسيون التقليديون، إذ هدد بفرض رسوم جمركية على النبيذ الفرنسي ما لم تخفض باريس ضرائبها على الخدمات الرقمية، وعلى جميع الواردات من المكسيك إذا لم تحد من الهجرة الخارجية. كما طرح فكرة التدخل في محاكمة مسؤول تنفيذي في هواوي للمساعدة في إبرام صفقة تجارية مع الصين.

وترى "بوليتيكو" أن استعداد ترامب لدمج كأس العالم مع تحدياته الدبلوماسية الأخرى، يحظى باهتمام عالمي من جانب أولئك الذين يعتقدون أنه قادر على استخدام أسهل سلطة في متناول يده كعصا، وهي التحكم في من يدخل الولايات المتحدة خلال البطولة التي تستمر خمسة أسابيع.

وتجلّى هذا النفوذ خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، عندما استخدمتها إدارة ترامب لمعاقبة ممثلي الدول التي تُعيق أجندته في السياسة الخارجية، والتي تأهل العديد منها لكأس العالم. وقد حدّت تأشيرة مُنحت لوزير الصحة البرازيلي ألكسندر باديليا من تنقلاته إلى مقر الأمم المتحدة وبعض المباني المحيطة بفندقه، بينما مُنع الدبلوماسيون الإيرانيون من التسوق في كوستكو وسامز كلوب دون إذن من وزارة الخارجية.

 ويوم الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستلغي تأشيرة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بعد أن ألقى كلمة في تجمع مؤيد للفلسطينيين أثناء وجوده في نيويورك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC