كشفت صحيفة "معاريف" العبرية الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعرض للتوبيخ وتلقى تحذيرًا من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب التحايل الأزلي الذي تتبعه تل أبيب مع واشنطن.
ووفق الصحيفة "تسجل إسرائيل فائضًا تجاريًا قدره 7.43 مليار دولار في تعاملاتها مع الولايات المتحدة، ويُعتبر معدل الادخار الوطني لها مرتفعًا ويبلغ 14.5%، لكن يبدو أن إسرائيل لم تستوعب بعد، تحولها إلى قوة اقتصادية وتواصل التصرف - مواطنين ومؤسسات - كدولة فقيرة".
وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل تعيق الواردات الأمريكية من خلال قيود غير جمركية، في حين تحول انتباهها إلى أوروبا وقد يبدو هذا غريبًا".
ولفتت "معاريف" إلى أن "رؤية سيارات أمريكية في شوارع إسرائيل، أو فواكه أمريكية في متاجرها، أو معدات طبية أمريكية المنشأ، هو أمر نادر".
وذكرت أن "ترامب أبلغ نتنياهو أن واشنطن سئمت من هذه الألاعيب وأن ما كان لن يستمر، وأنه يتعين الآن على نتنياهو وحكومته إجراء تغيير جذري بشأن المعايير وغيرها من التحايلات غير الجمركية التي تمارسها إسرائيل".
ونوهت الصحيفة العبرية إلى أن "إسرائيل لا تزال تنتهج سياسات حزب مباي التي كانت سائدة في الخمسينيات والستينيات، وكانت حينها مبررة لأن الصناعة كانت وقتها في مهدها، لكنها لم تعد ضرورية اليوم".
وشددت الصحيفة على أن "إسرائيل أصبحت تتفوق على أوروبا الآن في قدراتها الاقتصادية والعلمية والأمنية، إلا أنها في الوقت الذي تتلقى فيه دعمًا أمريكيًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا وفي كافة المجالات، بما في ذلك جهود تحرير المخطوفين بغزة، تستمر إسرائيل في عقدتها الأوروبية".
في المقابل، رأت "معاريف" أن "الضغط الأمريكي المبرر سيحسن مستوى المعيشة في إسرائيل، التي لا تفتقر إلى العملة الأجنبية لتمويل سياسة جديدة".
وذكرت الصحيفة أن "الدول الأوروبية لا تفوّت فرصة للنيل من إسرائيل أو الإساءة إليها، باستثناء ألمانيا التي لا تزال ترزح تحت وطأة الشعور التاريخي بالذنب".
وتابعت الصحيفة متسائلة: "وماذا تفعل إسرائيل في المقابل؟ تفتح أسواقها على مصراعيها أمام المنتجات الأوروبية، وتبادر بإعلان إصلاحات لتسهيل الاستيراد من هناك"، لكنها قالت: منذ متى أصبح ما هو جيد لأوروبا جيد لإسرائيل؟ ولماذا لا يُطبَّق هذا المنطق مع الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل؟".
يشار إلى أن ملف الرسوم الجمركية، التي فرضها ترامب على مختلف دول العالم، ومنها إسرائيل، كان ضمن أجندة نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، حيث كان يأمل أن يعود لمكتبه حاملًا على أقل تقدير وعدًا من ترامب بإلغاء تلك الرسوم كليًا أو جزئيًا، لكن هذا لم يحدث وعاد بخفي حنين مع إبقائها كما هي على إسرائيل.
