logo
العالم

تعزيز سيناريو الغزو.. رصد تدريبات برمائية صينية بالأقمار الصناعية

ثلاث سفن غزو صينية من طراز شوي تشياوالمصدر: مجلة نيوزويك

أظهرت صور جديدة التقطتها أقمار صناعية تجارية أن الصين تختبر نوعًا متطورًا من زوارق الإنزال البحرية، يعتقد محللون أنها جزء من استعدادات محتملة لعملية إنزال برمائي واسعة ضد تايوان. 

ويأتي ذلك، في وقت تواصل فيه بكين تعزيز قدراتها العسكرية البحرية، وتكثيف ضغوطها الاستراتيجية على الجزيرة ذات الحكم الذاتي.

البحرية الصينية آخذة في التوسع

تشير البيانات العسكرية الحديثة إلى أن البحرية الصينية أصبحت الأكبر عالميًا من حيث عدد السفن، بأكثر من 370 قطعة بحرية وغواصة، متجاوزة نظيراتها الأمريكية من حيث الكم، بحسب مجلة "نيوزويك".

ويبرز ضمن الأسطول الصيني الجديد أنواع متخصصة من سفن الإنزال والضرب البرمائية، وبينها القوارب المعروفة باسم "شوي تشياو" أو "الجسور المائية"، التي يرى محللون أنها مصممة خصيصًا للإنزال على شواطئ تايوان في حال نشوب صراع عسكري.

تعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها، وتتعهد باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، بينما تستمر في تنفيذ طلعات جوية شبه يومية عبر مضيق تايوان وتكثيف التدريبات حول الجزيرة.

الصور التي نشرها محلل المصادر المفتوحة برادي أفريك على منصة "إكس"  أظهرت في 20 نوفمبر ثلاثة زوارق إنزال من طراز شوي تشيانغ قرب ساحل مدينة نينغبو في مقاطعة تشجيانغ. كما أظهرت صورة أخرى من وكالة الفضاء الأوروبية ثلاث سفن متصلة ببعضها عبر جسور معدنية طويلة.

كل سفينة مجهزة بممر ساحلي طوله 400 قدم يمتد من مقدمة السفينة، ما يسمح، عند ربط عدة سفن معًا، بإنشاء ممر عابر للشاطئ، يمكن من خلاله نقل المركبات العسكرية والدبابات والشاحنات مباشرة إلى البر دون الحاجة إلى مرافئ تقليدية.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، جيانغ بين

الصين تتوعد اليابان إذا تجاوزت "الخط الأحمر" بشأن تايوان

وأشار المحللون إلى أن هذه الزوارق قد تلعب دورًا محوريًا في "الموجة الأولى" لأي عملية إنزال هجومية على شواطئ تايوان، رغم أنها ستكون عرضة للخطر دون حماية جوية وبحرية واسعة.

تحديات الإنزال وتايوان تعزز دفاعاتها

رغم الطابع الهجومي لهذه السفن، يرى خبراء أن فعاليتها تعتمد بالكامل على حصول الصين على سيطرة بحرية وجوية كاملة حول تايوان، وهو شرط يصعب تحقيقه دون حملة عسكرية ضخمة.

يقول برايس باروس، المحلل الأمني في مركز GLOBSEC: "هذه السفن بطيئة وكبيرة وأهداف سهلة نسبيًا، وتحتاج إلى مظلة دفاع جوي كثيفة، وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وحماية من الغواصات والمركبات السطحية غير المأهولة".

في المقابل، رفعت تايوان مستوى تسليحها خلال العامين الأخيرين، عبر نشر أنظمة HIMARS، وتعزيز ترسانة الصواريخ المحلية، وتحديث قواتها البحرية، ورفع ميزانية الدفاع، وتمديد الخدمة العسكرية الإلزامية إلى سنة كاملة بدل أربعة أشهر، وتهدف تايبيه إلى جعل أي محاولة إنزال برمائي مكلفة ومليئة بالمخاطر.

كما أشارت مصادر أمريكية إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ طلب من جيشه أن يكون "جاهزًا" لاستعادة تايوان بحلول عام 2027؛ ورغم أن هذا الموعد لا يعني قرارًا بالحرب، إلا أنه يحدد إطارًا زمنيًا لتسريع التطوير العسكري.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التايواني أمام جنود خلال مناورات صينية سابقة

تستنسخ "القبة الحديدية".. تايوان تعد خطة بـ40 مليار دولار لردع الصين

وفي مؤتمر صحفي أخير، أعلن الرئيس التايواني لاي عن ميزانية دفاع خاصة بقيمة 40 مليار دولار، مؤكّدًا أن الصين "تسرّع خطواتها للاستيلاء على تايوان بالقوة".

تجربة زوارق "شوي تشياو" ليست مجرد مناورة تقنية، بل حلقة جديدة ضمن سباق استراتيجي متسارع بين بكين وتايبيه، يتقاطع مع حسابات أميركية أوسع لاحتواء صعود الصين.

ومع استمرار بكين في اختبار معدات هجومية مرتبطة بعمليات إنزال برمائي، وتعزيز تايوان دفاعاتها البرية والبحرية، تتزايد مؤشرات أن السنوات القليلة المقبلة، وصولًا إلى 2027، ستكون الأكثر حساسية في معادلة أمن مضيق تايوان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC