يبرز اسم طائرة الاعتراض الروسية ميغ-41 كرمز للطموحات الروسية في مواجهة التقدم الأمريكي والصيني، وسط توق الروس إلى مقاتلة تتمتع بقدرات فائقة على التخفي، وتشغيل طائرات بدون طيار، ونشر صواريخ نووية تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ووفقاً للتصريحات الروسية، ستعتمد الطائرة على تطوير طلاءات جديدة تمتص أشعة الرادار، مستوحاة من طائرتي MiG-31 وSu-57 Felon، لتحقيق سرعة قصوى تبلغ 4.3 ماخ.
ووفق تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال"، فإن موسكو تروّج MiG-41 على أنها مقاتلة من الجيل السادس، قادرة على الوصول إلى سرعة 4.3 ماخ مع قدرات تخفٍّ نووية فائقة.
وصرّح قائد القوات الجوية الروسية المتقاعد، فلاديمير بوبوف، للإعلام المحلي في سبتمبر/أيلول الماضي، بأن طائرة ميغ-41 قد أكملت مرحلة التصميم الخارجي، ومن المتوقع أن تُجري رحلة تجريبية خلال السنوات القادمة.
يعوّل الروس على أن هذه الطائرة ستكون "خليفة" لـ ميغ-31، إذ تتجاوز قدرات ميغ-41 قدرات الطائرات الاعتراضية التقليدية. ووفقاً لتقديرات الجيش الروسي، يمكن للطائرة الوصول إلى سرعات تتجاوز 4 ماخ، أي ما يقرب من 4800 كيلومتر في الساعة. ويمكنها العمل على ارتفاعات قريبة من الفضاء تصل إلى 80 ألف قدم، مستهدفة التهديدات الأسرع من الصوت والتهديدات الشبحية.
وستتوفر المقاتلة بنسختين، إما بطيار أو بدون طيار، كما ستتيح لها أجهزة الاستشعار والرادار المتطورة رصد أهداف متعددة في آنٍ واحد، مع الحفاظ على المراقبة بعيدة المدى. ومن المتوقع أن تلعب ميغ-41 دوراً محورياً في استراتيجية الدفاع الروسية في القطب الشمالي.
كما تأمل روسيا من ميغ-41 أيضاً أن تؤدي مهاماً مضادة للأقمار الصناعية، إذ سيُمكّنها ذلك من استهداف الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض باستخدام صواريخ جو-فضاء متخصصة. ستُسلّح الطائرة بنظام صواريخ MPKR DP، وهو منصة متعددة الأغراض قادرة على إطلاق عدة صواريخ فرعية من صاروخ واحد، مما يزيد من احتمالية إصابة أهداف تفوق سرعتها سرعة الصوت وعالية السرعة.
وتشمل الميزات الإضافية راداراً متقدماً، وأنظمة دفاع بالليزر، ومحرّكاً يعمل بدورة مشتركة، وهو نسخة مطورة من محرك Izdeliye-30 الموجود في طائرة Su-57.
لكن لا تزال هناك تساؤلات حول قدرة روسيا على إنتاج طائرة ميغ-41 بنجاح، إذ يُعدّ الوصول إلى سرعات تفوق 4 ماخ تحدياً تقنياً هائلاً، وتُولّد هذه السرعات ضغطاً حرارياً شديداً على هيكل الطائرة، مما يتطلب مواد متطورة مقاومة للحرارة، وأنظمة تبريد متطورة، وإلكترونيات عالية القدرة.
وواجهت موسكو بالفعل تأخيرات في إنتاج برنامج Su-57، وهو ما يثير المخاوف بشأن ما إذا كان من الممكن تطوير ميغ-41 في الموعد المحدد.
وتشير التوقعات الحالية إلى أن النموذج الأولي قد يطير بحلول عام 2026-2027، في حين من المرجح أن يبدأ الإنتاج التسلسلي حوالي عام 2030.
وتعد طائرة ميغ-41 بإعادة تعريف القدرات الجوية الروسية، إذ تجمع بين السرعة الفائقة، والقدرة على التحليق على ارتفاعات عالية، وأنظمة استهداف متطورة، ووظائف مضادة للأقمار الصناعية.
وفي حال نجاح نشرها، قد تُشكّل تحدياً هائلاً لمقاتلات الشبح الأمريكية والمنصات الأسرع من الصوت، مما يُمثّل خطوة مهمة في مبادرات الدفاع الاستراتيجي الروسية.