logo
العالم

"إشارات متضاربة" في قضية إبستين تعمق الأزمة السياسية لإدارة ترامب

"إشارات متضاربة" في قضية إبستين تعمق الأزمة السياسية لإدارة ترامب
بوندي إلى جوار ترامب خلال إحاطة صحفية في البيت الأبيضالمصدر: رويترز
24 يوليو 2025، 3:39 ص

شهدت الساعات الأخيرة، موجة من التصريحات والمواقف الفوضوية، أعقبت كشف صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن ورود اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ملفات التحقيق بقضية جيفري إبستين، الأربعاء.

وكانت الصحيفة ذكرت، الأربعاء، أن وزيرة العدل بام بوندي أبلغت الرئيس دونالد ترامب في مايو/ أيار بأن اسمه ظهر في ملفات التحقيق حول جيفري إبستين المدان بالاعتداء الجنسي.

ويهدد الكشف عن ورود اسم ترامب في سجلات قضية وزارة العدل بتعميق الأزمة السياسية التي تواجهها إدارته منذ أسابيع، وفق "رويترز".

وروّج بعض مؤيدي الرئيس ترامب لسنوات لنظريات المؤامرة حول عملاء إبستين وظروف وفاته في السجن عام 2019.

وأرسل البيت الأبيض "إشارات متضاربة" بعد نشر التقرير. فقد أصدر بيانًا أوليًّا وصفه بأنه "أخبار مزيفة"، لكن مسؤولًا في البيت الأبيض قال لوكالة "رويترز"، في وقت لاحق، إن الإدارة لا تنفي ورود اسم ترامب في بعض الملفات.

وأشار المسؤول إلى أن اسم الرئيس ترامب مدرج بالفعل في مجموعة من المواد التي جمعتها بوندي في فبراير/ شباط تتعلق بشخصيات بارزة من المحافظين.

وكان ترامب صديقًا لإبستين في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وظهر اسمه بضع مرات في سجلات الرحلات الجوية لطائرة إبستين الخاصة في التسعينيات. كما ظهر اسم ترامب وعدد من أفراد أسرته في دفتر اتصالات إبستين، إلى جانب مئات آخرين.

ونُشر الكثير من هذه المواد في القضية الجنائية ضد مساعدة إبستين السابقة جيسلين ماكسويل، التي حُكم عليها بالسجن لمدة 20 عامًا بعد إدانتها بالاتجار بالأطفال لأغراض جنسية وجرائم أخرى.

وخلال محاكمتها، شهد طيار إبستين بأن ترامب سافر على متن الطائرة الخاصة بضع مرات. لكن ترامب نفى ذلك.

وواجه ترامب رد فعل عنيفًا من مؤيديه بعد أن قالت إدارته إنها لن تنشر الملفات، متراجعة بذلك عن وعد قطعه خلال حملته الانتخابية.

وخلصت وزارة العدل، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى عدم وجود أساس لمواصلة التحقيق في قضية إبستين؛ ما أثار غضب بعض مؤيدي ترامب الذين طالبوا بمزيد من المعلومات عن الأثرياء والأشخاص ذوي النفوذ الذين تعاملوا مع إبستين.

ولم توجه اتهامات لترامب بارتكاب مخالفات تتعلق بإبستين. وقال إن صداقتهما انتهت قبل كشف مخالفات إبستين القانونية للمرة الأولى قبل عقدين من الزمن.

وأصدرت بوندي، وتود بلانش وكيل وزارة العدل بيانًا لم يتطرق بشكل مباشر إلى تقرير الصحيفة، وقال المسؤولان: "لا يوجد في الملفات ما يبرر إجراء مزيد من التحقيقات أو الملاحقة القضائية".

وأضافا: "قدمنا طلبًا في المحكمة لفتح محاضر هيئة المحلفين الكبرى... في إطار إفادتنا الدورية، أطلعنا الرئيس على النتائج".

وذكرت الصحيفة أن بوندي ونائبها أخبرا ترامب في اجتماع في البيت الأبيض أن اسمه ظهر في الملفات، بالإضافة إلى أسماء "عدد من الشخصيات البارزة الأخرى".

وتوفي إبستين منتحرًا في عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهمة الاتجار بالجنس، والتي دفع ببراءته منها. وفي قضية منفصلة، أقر بالذنب في عام 2008 بتهمة الدعارة في فلوريدا وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 شهرًا فيما يعد حاليًّا على نطاق واسع صفقة مخففة للغاية أبرمها مع المدعين العامين.

وتحت ضغط سياسي، الأسبوع الماضي، وجّه ترامب وزارة العدل بالسعي إلى نشر محاضر هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بإبستين.

في الأسبوع الماضي، ذكرت الصحيفة أن ترامب هنأ إبستين بعيد ميلاده في بطاقة حملت إيحاءات جنسية عام 2003، وانتهت بعبارة "عيد ميلاد سعيد وعسى أن يكون كل يوم سرًّا رائعًّا آخر".

ورفع ترامب دعوى قضائية ضد الصحيفة ومالكيها، ومنهم الملياردير روبرت مردوخ، قائلًا إن "رسالة عيد الميلاد مزيفة".

ولجأ ترامب ومستشاروه منذ فترة طويلة إلى نظريات المؤامرة في أمور منها ما يتعلق بإبستين، وكان لها صدى لدى قاعدة ترامب السياسية.

وشنق إبستين نفسه في السجن، وفقًا لكبير الأطباء الشرعيين في مدينة نيويورك. لكن علاقاته مع الأثرياء والأشخاص ذوي النفوذ أثارت تكهنات بأن وفاته لم تكن انتحارًا.

وقالت وزارة العدل الأمريكية في مذكرة هذا الشهر إنها خلصت إلى أن إبستين "مات منتحرًا".

ويعتقد أكثر من ثلثي الأمريكيين أن إدارة ترامب تخفي معلومات عن عملاء إبستين، وفقًا لاستطلاع أجرته "رويترز/ إبسوس"، الأسبوع الماضي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC