مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
مع انطلاق قمة السلام اليوم الاثنين على الأراضي المصرية، في مشهد ينهي الحرب الإسرائيلية على غزة، يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه خلال تلك الساعات الطبيب الذي يجري "جراحة اليوم الواحد".
يأتي ذلك عندما يصل ترامب في الصباح إلى تل أبيب ليلتقي بأهالي الأسرى الإسرائيليين، ثم يلقي خطابه في الكنيست، ومن هناك يتجه إلى مدينة شرم الشيخ في الظهيرة لحضور القمة المنتظرة، وعقد لقاءات ثنائية مع قادة وزعماء يشاركون في هذه المناسبة، لتكون العودة مساءً إلى العاصمة واشنطن.
وقالت مصادر أمريكية مطلعة لـ"إرم نيوز" إن ترامب يراهن في هذا اليوم على تحقيق أول وعوده الانتخابية بشكل حقيقي، يأمل في إنجازه منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، بعودة الأسرى الإسرائيليين بعد عامين من أحداث الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإنهاء هذه الحرب التي وقع فيها عدد كبير من الضحايا.
وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" أن ترامب سيعمل على استغلال هذا الحدث جيدًا والتشويش على الوعد الذي كان يضعه في الصدارة، وهو إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا في وقت قصير.
وبيّنت المصادر أن ترامب سيعمل خلال اجتماعه في شرم الشيخ على إجراء تنسيق مع مصر وقطر لإخراج المرحلة الأولى من خطته بنجاح، بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين من الجانبين وفق الآلية الموضوعة، وإدخال المساعدات إلى القطاع، والانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي، وذلك بعد ترتيب هذه النقاط مسبقًا في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشارت المصادر إلى أن ترامب يأتي بخطة واضحة التفاصيل والتكاليف والمراحل لإعادة إعمار غزة، لحسمها مع القادة العرب والأوروبيين، ليكون هناك التزام بإنجاز العملية بالتزامن مع تجهيز حكم غزة بعد الفترة الانتقالية.
فيما أوضحت مصادر عربية دبلوماسية مطلعة على مفاوضات شرم الشيخ، أنه رغم عقد القمة والاستقرار على تفاصيل الاتفاق والنقاط الفرعية للبنود التي سيتم العمل بها، فإنه حتى الآن لم يتم تحديد كامل أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في عملية التبادل مع الجانب الإسرائيلي.
وأفادت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" بأن الأمر بمثابة تأخير للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وليس تهرّبًا أو تلاعبًا بالاتفاق، مشيرةً إلى أن الجانب الإسرائيلي مختلف داخليًّا حول معايير اختيار المفرج عنهم، حيث يرى البعض ضرورة الإفراج عمّن قضوا أكبر مدة في السجون وتتجاوز أعمارهم الـ50 عامًا، واستمرار مكوث الشباب الفلسطيني في المعتقلات، في حين يعتقد جزء من المفاوضين الإسرائيليين أن الإفراج عن الأفراد الذين ليس لهم تاريخ سياسي أو عسكري وليسوا بمستوى قيادي هو الخيار الأنسب للمرحلة الحالية.
وقالت المصادر إن الجدل حول قوائم الأسرى الفلسطينيين كان بمثابة أزمة كبيرة تهدد الاتفاق في اليوم الثاني من المفاوضات، ولكن مع حضور مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشار ترامب السابق وصهره جاريد كوشنر إلى شرم الشيخ، واللذين أحدثا الفارق في الاجتماعات بعد أن حضرا بضمانات من الرئيس ترامب بإلزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ بنود الاتفاق وعدم العودة إلى الحرب، حدثت حلحلة في الموقف الإسرائيلي بشأن قوائم الأسرى الفلسطينيين.
وأوضحت المصادر أن أزمة القوائم الفلسطينية عادت مجددًا داخل الجانب الإسرائيلي، لعدم الاستقرار عليها بالكامل حتى الآن، وما زالت هناك تغييرات تُجرى بشأن الأسماء وليس الأعداد.
بدوره، أكد الباحث الإستراتيجي الأمريكي دان ريني أن ترامب سيقدم في شرم الشيخ رسالة تهدف إلى تعزيز القيادة الأمريكية، وضمان أن يفضي وقف إطلاق النار الأخير إلى سلام دائم، مع التأكيد من جانبه أن المشاركة الأمريكية لا غنى عنها، والتشديد على أنه لا يمكن للمنطقة تجاوز دوّامات العنف نحو الأمن والازدهار إلا من خلال قيادة أمريكية قوية وحاسمة.
وأضاف ريني لـ"إرم نيوز" أن ترامب في هذه القمة سيدعو إلى آليات إنفاذ صارمة ومراقبة دولية لمنع تجدد الأعمال العدائية، وتأكيد توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بما يضمن تدفق الإمدادات الطبية والغذائية والمياه النظيفة إلى المدنيين المتضررين من النزاع، وهذا لا يختلف عمّا ركّز عليه منذ البداية.
وذكر ريني أن إعادة الإعمار محور رئيسي في زيارة ترامب إلى شرم الشيخ، حيث سيحث الشركاء الإقليميين والعالميين على الالتزام بإعادة بناء البنية التحتية في غزة، ولكن مع ضمانات تحول دون تحويل المساعدات الدولية لتمويل أعمال عنف مستقبلية، وقد يقترح إطارًا إشرافيًّا يربط الدعم المالي بنزع السلاح بشكل يمكن التحقق منه، وحكم شفاف.
وبحسب ريني، فإن هدف ترامب في شرم الشيخ هو ترسيخ نفسه باعتباره الوسيط الحاسم القادر على ترجمة وقف إطلاق النار الهش إلى إطار مستدام للسلام، وإبراز قوة الولايات المتحدة مع تقديم مسار واضح موجَّه نحو النتائج للمنطقة.
وفيما يتعلق بالأمن والتعاون الإقليمي، أشار ريني إلى أن من المرجح أن يدفع ترامب باتجاه التزامات أقوى من مصر والأردن ودول الخليج للمساعدة على تأمين الحدود، وقطع تدفق الأسلحة، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وقد يطرح أيضًا رؤية لاتفاقية أمنية إقليمية أوسع نطاقًا توفر لإسرائيل ضمانات دائمة، بينما تمنح الفلسطينيين مسارًا عمليًّا نحو الحكم الذاتي والفرص الاقتصادية.
ولفت ريني إلى أن عودة الرهائن بالنسبة للرئيس ترامب تُعد الأولوية الأكثر إلحاحًا بالنسبة له لإنهاء حرب غزة، وهو لا ينظر إلى إطلاق سراح الرهائن كورقة مساومة، بل كالتزام أخلاقي وأساس لأي اتفاق سلام ذي مصداقية.