قالت صحيفة "تلغراف"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلم جيدًا أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب قد ينقلب عليه في أي لحظة، وذهبت إلى أن إعلان بوتين هدنة أحادية الجانب بمناسبة "عيد الفصح"، خدعة لإبقاء ترامب في اللعبة؛ إذ تسعى روسيا الآن إلى إعادة الكرة إلى ملعب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
ورأت الصحيفة أن هدنة بوتين تُظهر أن الترهيب يقود إلى نتائج أفضل من الترغيب مع الرئيس الروسي.
حيلة واضحة
وبحسب الصحيفة، بعد مفاوضات معقدة بين واشنطن وموسكو، أعرب الأمريكيون يوم الجمعة عن إحباطهم، حيث هدد كل من الرئيس ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو بالانسحاب من التوسط في السلام ما لم تظهر بوادر تقدم في الأيام المقبلة.
ولا بد أن هذا أثار قلق بوتين، لأنه أعلن في اليوم التالي، عن هدنة أحادية الجانب بمناسبة "عيد الفصح".
وعلى حين اعتبرت الصحيفة هذه الهدنة حيلة واضحة من بوتين لجذب انتباه الرئيس ترامب وتمكينه من إعلان نوع من النصر التفاوضي، كما هو معتاد، قالت إن الرئيس الروسي يُريد إنهاء هذه الحرب، في الوقت الراهن على الأقل، رغم أنه لن يرضخ لأي من مطالب أوكرانيا، وخاصةً التخلي عن الأراضي التي استولى عليها.
إنقاذ الاقتصاد
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الروسي في وضع حرج، وموسكو بحاجة إلى هدنة طويلة في الأعمال العدائية للبدء في إعادة بنائه؛ وعلاوة على أن روسيا لا تستطيع تحمّل العقوبات الأشدّ التي تُناقش حاليًا بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مع توقع إجراء المزيد من المحادثات حولها في لندن الأسبوع المقبل.
ويُضاف إلى ذلك أن بوتين أيضًا يخشى ترامب؛ فهو يعلم جيدًا أن تملقه لأوكرانيا وما بدا للبعض وكأنه تقرّب من روسيا، ليسا في الواقع سوى تكتيكات تفاوضية.
سياسات ترامب تربك بوتين
وتابعت أن شخصية البيت الأبيض المتقلبة قادرة على الانقلاب فجأةً؛ في أي اتجاه، وبطريقة قد تُلحق ضررًا بالغًا بروسيا.
ومن منظور أوسع، فقدَ بوتين مؤخرًا نفوذًا كبيرًا في الشرق الأوسط مع سقوط نظام الأسد في سوريا؛ ولا يستطيع بوتين تحمّل خسارة المزيد من النفوذ.
والأسوأ من ذلك، أنه لا يعلم ما سيفعله ترامب بشأن إيران، التي تربطها بروسيا شراكة استراتيجية أسفرت، من بين أمور أخرى، عن إمداد جاهز بالطائرات المسيرة وأسلحة أخرى للحرب في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مخاوف بوتين بشأن سياسة ترامب تجاه إيران برزت مؤخرًا عندما اضطرت موسكو إلى إعلان عدم التزامها بالدفاع عن إيران في حال تعرضها لهجوم؛ ما يُشير إلى أن بوتين يرغب في شكل من أشكال إعادة التأهيل من جانب إدارة ترامب، بدلًا من إثارة غضبها.
إحراج زيلينسكي
وأردفت الصحيفة أنه إلى جانب استرضاء ترامب وتركيزه على المفاوضات، تُعدّ الهدنة أيضًا محاولة فجّة لقلب موازين الأمور ضد الجانب الأوكراني؛ ففي إعلانه عن وقف إطلاق النار، منح بوتين نفسه بندًا للخروج من المأزق بقوله، إنه يفترض أن كييف ستوافق عليه.
وكما يُعد هذا مؤشرًا واضحًا على نيته استغلال مثل هذه الحوادث أو تصنيعها للإعلان عن أن زيلينسكي ليس جادًا بشأن السلام وإعادة الكرة إلى ملعب كييف، ما يؤدي إلى فرض المزيد من المطالب على أوكرانيا من قبل البيت الأبيض.
وخلصت "التلغراف" إلى أنه في حين أن الرئيس الأوكراني لم يرفض هدنة بوتين رفضًا قاطعًا، واتهم بوتين باستخدامها "للعبث بأرواح البشر، يبدو أن سياسة ترامب - روبيو في الوقت الحالي أكثر فعالية من سياسة الجزرة.
