التحقت ليتوانيا، مؤخراً، بركب الدول التي تستعد لخطر الطائرات المسيّرة القادمة من روسيا، فعلى مقربة من الحدود البيلاروسية، وجّهت فيلنيوس رسالة ردع إلى موسكو ومينسك بعدم التساهل مع أي "انتهاكات".
وبحسب تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، فقد أجرت ليتوانيا تدريبات عسكرية قرب الحدود البيلاروسية لاختبار أسلحة قادرة على إسقاط أسراب الطائرات المسيرة الروسية عالية السرعة.
وجاءت هذه التجارب بعد وقت قصير من اعتماد قانون يمنح الجيش الليتواني سلطة إسقاط الطائرات دون طيار المعادية في مجاله الجوي، مما يمثل إشارة واضحة إلى موسكو ومينسك بعدم التساهل مع أي انتهاكات.
واستخدم الجيش الليتواني في التدريبات مدافع رشاشة ثقيلة وبنادق صيد، إلى جانب صاروخ أرض-جو من طراز Saab RBS 70 NG. يُعد هذا النظام نسخة محسنة من RBS 70 القديم، مزوداً بجهاز تشويش حراري مدمج، ومنظار تتبع تلقائي، وإمكانية النشر على مركبات أو عن بعد.
كما يعتمد الصاروخ على توجيه بشعاع الليزر، مما يجعله أقل عرضة للتشويش أو الطعوم المضللة مقارنة بأنظمة الأشعة تحت الحمراء، إضافة إلى أنه يدعم العمل، ليلاً ونهاراً، بفضل جهاز التصوير الحراري، ويوفر مرونة عالية كمانپادس محمول أو مدمج مع مركبات.
ورغم فاعليته، يُعد "RBS 70 NG" مكلفاً نسبياً لمواجهة أسراب الطائرات المسيرة الرخيصة التي قد تنشرها روسيا ضد قوات الناتو، ولذلك، يُرى كنقطة انطلاق جيدة، لكنه ليس الحل الوحيد.
ويجري حلف شمال الأطلسي بالفعل تجارب على أسلحة تقليدية، مثل البنادق، كملاذٍ أخير إذا فشل النظام في الاستجابة السريعة، كما أجرت لاتفيا تجارب مشابهة على دمج "RBS 70 NG" في أنظمة دفاع جوي متعددة الطبقات، بينما تنتج شركة "Saab" نسخاً مثبتة على مركبات لزيادة المرونة.
وترسل ليتوانيا رسائل ردع واضحة بأنها مستعدة للدفاع عن أراضيها ضد أي امتداد روسي أو بيلاروسي، إذ أظهرت حرب أوكرانيا انتشار الطائرات المسيّرة في ساحات القتال الحديثة، حيث أثبت الروس والأوكرانيون أهميتها كعنصر أساس.
حتى الولايات المتحدة، رائدة التكنولوجيا، لم تدرك ذلك تماماً في البداية، كما تواجه الجيوش الغربية عموماً تحدياً في استخدام أنظمة دفاع جوي معقدة وباهظة مثل باتريوت PAC-3 لإسقاط مسيّرات رخيصة وسهلة الاستبدال، مما يؤدي إلى استنزاف المخزونات.
وانخفضت فاعلية باتريوت من 34% إلى 6% الشهر الماضي، ما دفع الناتو لابتكار حلول منخفضة التكلفة، ففي التمرين الليتواني، كانت "RBS 70 NG" في صدارة الأنظمة المضادة، لكن الرشاشات وبنادق الصيد اختبرت كبدائل فعالة ضد المسيّرات الصغيرة والسريعة.
ويعكس ذلك تحولاً أوسع، إذ لا يمكن الاعتماد على أنظمة ضخمة عالية التكلفة وحدها، بل يجب بناء دفاع متعدد الطبقات يجمع الصواريخ المتطورة بالأسلحة التقليدية، مدعوماً بأطر قانونية محدثة.
وتبرز ليتوانيا، كدولة صغيرة، كيف تتكيف أعضاء الناتو بسرعة مع التهديدات غير المتكافئة، مما يعزز الردع الإقليمي أمام "الهجوم" الروسي المفترض، بحسب "ناشيونال "إنترست".
