اشتعلت حرب "مراكز القوة" في الحزب الإسرائيلي الحاكم "الليكود"، تزامنًا مع انعقاد المؤتمر الخامس للحزب، بحسب صحيفة "معاريف".
ويتنافس وزير الصحة حاييم كاتس، وعضو الكنيست المخضرم ديفيد بيتان على رئاسة اللجنة المركزية في الحزب، ويؤدي فوز أحدهما إلى تغيير مراكز القوة، والامتثال لإملاءات جدول أعمال جديد.
وتتزامن المنافسة مع مرور ما يربو على 13 عامًا، استحال فيها "الليكود" إلى ساحة صراع بين مراكز قوى متباينة المواقف السياسية والأمنية.
واقتصر الصراع على منصب رئاسة مؤتمر "الليكود" في السابق على انعقاده بشكل رسمي، لكنه أصبح حاليًا أحد محاور القوة المركزية في الساحة الحزبية الداخلية.
وعلى إثر انعقاد المؤتمر الخامس لـ"الليكود"، لأول مرة منذ عام 2012، تتوقع صحيفة "معاريف" أن تشهد الفعاليات صراعًا مباشرًا بين اثنين من أقوى الشخصيات في الحزب: الوزير حاييم كاتس، الرئيس الحالي للجنة الحزب المركزية، وعضو الكنيست ديفيد بيتان، الذي سجل الأسبوع الماضي إنجازات ملحوظة في انتخابات مندوبي مؤتمر الحزب ومجالس الفروع.
واللجنة المركزية لـ"الليكود" هي الهيئة العليا التي تدير الحزب، إذ تقرر التعديلات القانونية، وتقر الالتزامات السياسية، وتحدد مواعيد الانتخابات التمهيدية، وهي في الواقع مركز صنع القرار الرئيسي للحزب على مدار العام.
وإلى جانب ذلك، ينعقد مؤتمر الحزب لفترة محدودة فقط، وخلالها يكتسب منصب رئيس المؤتمر أهمية كبيرة: يحدد جدول الأعمال، ويقود المناقشات العامة، ويملك سلطة كبيرة لتحديد المقترحات والتغييرات التي ستطرح للتصويت.
وخلال السنوات التي لم ينعقد فيها مؤتمر الحزب، نادرًا ما كان يُمارس دور رئيس المؤتمر عمليًا، ما عزز استمرار نفوذ مركز "الليكود".
ومع انعقاد المؤتمر الخامس رسميًا، وفتح نافذة زمنية لإجراء تعديلات تشريعية بأغلبية بسيطة، أصبح منصب رئيس المؤتمر حاليًا، بمثابة قوة ذات تأثير حقيقي على الأجندة الداخلية للحزب.
وتتجاوز المواجهة بين كاتس وبيتان على قيادة مؤتمر حزب "الليكود" الرسميات التقليدية، بل يُعزى إليها صراع محموم على مصير "الليكود" خلال السنوات القادمة، خاصة بين المعسكرين المخضرمين، اللذين يسعيان إلى الحفاظ على بنية نفوذ الحزب التاريخية.
وتشير الصحيفة العبرية إلى أن فوز بيتان، يمكنه فرض تغيير محوري على مراكز القوة في "الليكود"، وفتح الطريق أمامه لقيادة ما يعرف في الحزب بـ"معسكر بيتان"، وهي مجموعة متماسكة يمكنها التأثير على قائمة الكنيست وتحديد أولويات الحزب. أما إذا فاز كاتس، فيعد ذلك مؤشرًا على استمرار الوضع الراهن، والاحتفاظ بمراكز القوة القديمة في مواقع النفوذ.
وأيًّا كان الفائز، لم يعد مؤتمر "الليكود" مجرد اجتماع تقليدي لمؤسسات الحزب، بل أصبح منصة لإعادة رسم موازين القوى الداخلية ولتحديد هوية الحزب في السنوات المقبلة.