قُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، صباح اليوم الأحد، وأُصيب العشرات بجروح؛ إثر إطلاق مسلحين اثنين النار على المشاركين في احتفال عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ بوندي في العاصمة الأسترالية سيدني، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأظهرت صور ومقاطع فيديو من موقع الحادث ضحايا على الأرض، وشالًا للصلاة اليهودية ملطخًا بالدماء، ولحظات مطاردة المسلحين.
ووقع إطلاق النار في الطرف الشمالي من الشاطئ الشهير، داخل مدينة ملاهي بوندي بارك.
واستهدف إطلاق النار حفلًا بعنوان "حانوكا على البحر"، نظمته إحدى الجماعات اليهودية الأصولية.
وبعد بدء الاحتفال، وبينما كان أحد قادة الطائفة اليهودية يلقي خطابًا، اندلع إطلاق نار مفاجئ على المحتفلين من جسر قريب. وأطلق النيران رجلان يرتديان ملابس سوداء.
وأظهرت لقطات من موقع الحادث لاحقًا إصابة أحد المسلحين بنيران مضادة وسقوطه أرضًا، بعد أن تم تحييد صديقه في وقت سابق.
وفي لقطات أخرى مثيرة، ظهر مدني وهو ينقض على أحد المسلحين من الخلف وينتزع سلاحه.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "مستوى الأمن في الموقع كان منخفضًا للغاية".
وأضافت: "لم يكن هناك سوى عدد قليل من رجال الشرطة، على عكس ما كان عليه الحال بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واستغرق وصول تعزيزات الشرطة وقتًا طويلًا".
ونقلت عن حاييم ليفي، أحد سكان سيدني، الذي كان موجودًا مع أطفاله وقت إطلاق النار، وتمكن من الفرار: "حضر الحفل نحو 400 شخص لإضاءة شمعة عيد الأنوار (حانوكا)، كما نفعل كل عام. وفجأة سمعنا دوي انفجارات، ولم نكن نعرف ما هو، أمسكت بابني، واختبأنا خلف سيارة حتى توقف إطلاق النار، ثم ركضنا إلى سيارتنا".
وتابع: "كان جحيمًا على الأرض. كنت أحمي عائلتي، ورأيت الناس في برك من الدماء".
وقالت إسرائيلية من الجالية اليهودية في أستراليا، كانت في طريقها إلى الاحتفال الذي وقع فيه الهجوم: "كان هناك ذعر شديد. إنه حفل مخصص في الأساس للآباء والأطفال الصغار. حسبما فهمت من أصدقائي هناك، يسود خوف كبير. نقلونا جميعًا شمالًا على الساحل. الأستراليون ليسوا معتادين على مثل هذه الأحداث، لذا أحاول الآن تهدئة صديقتي التي كانت قريبة. لم تُصب بأذى".
وقال شاي، وهو إسرائيلي مقيم في شاطئ بوندي، لـ"يديعوت أحرونوت": "كان هذا متوقعًا. مستوى الكراهية اليومية تجاه اليهود هنا غير طبيعي".
وأضاف عضو آخر من الجالية اليهودية في المدينة، طلب عدم الكشف عن هويته: "لا أريد قول ذلك، لكننا جميعًا قلنا إنها مسألة وقت فقط، ووصفنا بعض السياسيين بأننا نبالغ ونهلع".
وقال يهودي آخر من سكان سيدني حضر الفعالية: "أُطلقت أعيرة نارية، فاستسلمنا للأمر الواقع واستلقينا على العشب. فوضى عارمة عمت المكان، إنها كارثة على مجتمعنا. كنا نعلم أن هذا قد يحدث".
كما وجّه أصابع الاتهام إلى الحكومة الأسترالية قائلًا: "هذا ما يحدث عندما تجاهلت الحكومة جميع الهجمات السابقة التي تعرّضنا لها".
ودعت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، التي تضم سيدني، جميع من كانوا حول موقع حادثة شاطئ بوندي إلى الاحتماء، وحثت قادة وأعضاء الطائفة اليهودية في منطقة شاطئ بوندي على البقاء في منازلهم.
وأصدر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الذي أعلن أخيرًا اعتراف بلاده بدولة فلسطينية، واتهمه مسؤولون إسرائيليون كبار بالاستسلام لمعاداة السامية، بيانًا قال فيه: "المشاهد التي وقعت في بوندي صادمة ومفجعة. قلبي مع جميع المتضررين من هذا الحادث".
وأشار إلى أنه تحدث مع قائد الشرطة الأسترالية ورئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز.
وبعد وقت قصير من الهجوم، أصدر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بيانًا، انتقد فيه الحكومة الأسترالية بشكل مباشر، قائلًا: "حذرنا الحكومة الأسترالية مرارًا وتكرارًا من ضرورة استئصال معاداة السامية الإجرامية والمتفشية في بلادهم".
وأضاف هرتسوغ: "في هذه الساعات بالذات، يتعرض إخواننا وأخواتنا في سيدني لهجوم إرهابي".
وتابع: "تعرض العديد من اليهود الذين قدموا لإضاءة أول شمعة في عيد الأنوار (حانوكا) في واحدة من أروع المجتمعات في العالم لهجوم من قبل إرهابيين مجرمين. نرسل من هنا دعمنا لإخواننا وأخواتنا في المجتمع اليهودي في أستراليا".
وقال رئيس ما يُعرف بـ"المنظمة الصهيونية العالمية"، يعقوب هاغويل، عقب الهجوم على اليهود الأستراليين: "إن سلسلة الهجمات المعادية للسامية حول العالم صادمة، وتذكرنا جميعاً بأوقات عصيبة. فمنذ السابع من أكتوبر، اندلعت حرب ليس فقط ضد إسرائيل، بل ضد جميع يهود العالم".
وخلص إلى أن منظمته ستواصل دعمها للجالية اليهودية في سيدني وغيرها من الجاليات اليهودية حول العالم، وستساندها بكل السبل.
وأضاف: “ندعو الحكومة الأسترالية إلى اتخاذ موقف حازم ضد أي مظهر من مظاهر معاداة السامية، ونحن على ثقة بأنها ستفعل ذلك. إن عيد حانوكا الذي نحتفل به الليلة يذكرنا بأن نور اليهودية سينتصر في النهاية على الظلام".