كشف مصدر مقرب من البيت الأبيض أن حالة من التوتر سادت اجتماع الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي في البيت الأبيض؛ لبحث إمكانية تزويد الولايات المتحدة كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.
وأوضح المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس ترامب ظهر غير مستعجل على فكرة اتخاذ قرار في هذه القضية في الوقت الحاضر، وأنه لا يمانع من محاولة أخرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة بودابست المرتقبة للتوصل إلى تحقيق تقدم في مساعيه لإيقاف الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ قرابة الثلاث سنوات.
وفي المقابل، يرى المصدر ذاته أن زيلينسكي، رغم محاولته الظهور بصورة مختلفة عن زيارتيه السابقتين للبيت الأبيض في عهد الرئيس ترامب، لا يزال فاقدًا للثقة في الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ويعتقد أنه لا يمكن توقع أي نتائج أفضل مما حدث في المرة السابقة.
مرافقو زيلينسكي حاولوا أن يشرحوا لمعاوني الرئيس ترامب أن موافقة أمريكية على الصواريخ بعيدة المدى من شأنها أن تغيّر حسابات بوتين بالكامل في الخيارات التفاوضية؛ لأن إدراكه أن الجانب الأوكراني بات يمتلك هذه الصواريخ وأنها قادرة على إصابة العمق الروسي إلى مستوى أبعد من العاصمة موسكو، سيجعله يأخذ دائما بعين الاعتبار مخاطر ردود فعل كييف على أي هجوم تنفذه القوات الروسية ضد القوات الأوكرانية أو المنشآت الحيوية مثلما يحدث حاليا ضد مراكز التزود بالطاقة استعدادا لموسم الشتاء القارس في أوكرانيا.
المصدر أشار إلى أن الموقف الأمريكي لم يُظهر الرفض الكامل لفكرة تزويد أوكرانيا بالصواريخ، لكن الرئيس ترامب اختار التريث لبعض الوقت، أي إلى حين رؤية ما يمكن أن يتحقق من خلال القمة المرتقبة في بودابست خلال الأسبوعين المقبلين.
وأضاف المصدر أن زيلينسكي كان يرى في أن رهان الرئيس ترامب على بوتين لن يحقق أية فائدة في الوقت الحاضر، طالما أن الحسابات العسكرية كما يراها بوتين لا تزال جيدة من وجهة نظره داخل أوكرانيا.
اجتماع ترامب زيلينسكي، الذي امتد لوقت أطول مما كان متوقعا، لم يغيّر في المواقف كثيرا بين الرجلين؛ فالرئيس ترامب ظل متمسكا بفكرة انتظار اللقاء المقبل مع بوتين وانتظار ما ستترتب عنه من نتائج، في حين ظل الرئيس الأوكراني يشدد على أن بوتين لا يريد التوصل إلى اتفاق، وأن كل الذي يراهن عليه في الوقت الحاضر هو كسب المزيد من الوقت وتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض.
وبسؤال "إرم نيوز" المصدر المقرب عن سبب تراجع الرئيس ترامب عن استعداده السابق لتسليم كييف الصواريخ بعيدة المدى، وعودته مجددا إلى أسلوب التهدئة بعد أن توقف عن استخدامه في الأسابيع الماضية، أوضح المصدر أن الرئيس ترامب لم يفقد بعد إيمانه الكامل بإمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية للحرب الدائرة في أوكرانيا؛ لأنه لا يزال يعتقد بوجود فرصة لذلك، إضافة إلى أنه يثق في قدرته التفاوضية، ولذلك فضّل التهدئة في الوقت الحاضر على التصعيد، وإن كان هذا الخيار لا يعني التخلي النهائي عن خيار التصعيد مجددا إذا كانت نتائج قمة بودابست ليست في مستوى توقعات ترامب.
المصدر أكد أن فريق الرئيس ترامب يرى في قمة بودابست الفرصة الأخيرة التي على الرئيس بوتين استغلالها لتحقيق تقدم يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة؛ لأنه في حال عدم تحقيق أي تقدم خلالها فإن ذلك يعني أن الرئيس ترامب يكون قد استنفد جميع الخيارات الدبلوماسية مع الرئيس بوتين، وحينها سيكون الحديث مختلفا بالكامل عما هو عليه في الوقت الحاضر.
