ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تشهد بنما موجة من القلق الوطني المتصاعد، عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار فيها إلى نية بلاده "استعادة" السيطرة على قناتها، ما أثار غضباً واسعاً وجدلاً حول مستقبل السيادة الوطنية على الممر البحري الحيوي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.
وسلط تقرير موسع لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الضوء على حالة الغليان الشعبي في بنما.
وأشار إلى أن تصريح ترامب خلال خطاب تنصيبه في 20 يناير الماضي، حين قال: "لقد منحنا بنما القناة وسنستعيدها"، أعاد إلى الأذهان قرناً من النفوذ الأمريكي في هذا البلد الصغير، الذي استعاد السيطرة الكاملة على القناة مطلع عام 2000.
وبحسب التقرير، فإن موجة من الخطوات السياسية الأمريكية المتسارعة أعقبت تصريح ترامب، أبرزها زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى بنما، وتصريحاته التي زعم فيها أن الصين تمارس "نفوذاً غير مقبول" على القناة.
وبعدها بأيام، وصل وزير الدفاع بيت هيغسيث وأعلن مذكرة تفاهم مع الحكومة البنمية تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري المشترك ومكافحة النفوذ الصيني، وفتح الباب أمام "عودة تدريجية" لقوات أمريكية إلى منشآت قديمة كانت تحت السيطرة الأمريكية.
وأثارت التحركات الأمريكية في بنما موجة من القلق والمقاومة الشعبية؛ إذ عادت أعلام البلاد لتُرفع بكثافة في المظاهرات والطرقات، وخرجت تظاهرات شبه يومية في العاصمة وفي مدن أخرى، تندد بما وصفه المحتجون بـ"عودة الغزاة" و"محاولة فرض وصاية أمريكية جديدة على البلاد".
بدوره، حاول الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو تهدئة الأوضاع، مؤكداً أن لا نية لعودة قواعد عسكرية أمريكية، وأن المذكرة مع واشنطن لا تنص على تمركز دائم لقوات أمريكية، بل على تدريبات مشتركة تخضع لموافقة مسبقة من السلطات البنمية.
في المقابل، تمكنت إدارة ترامب من تحقيق مكسب مباشر عبر إلغاء عقد إدارة الموانئ الذي كانت تملكه شركة صينية في موانئ بالوا وكولون عند مدخلي القناة، وتم منحه إلى تحالف تقوده شركة "بلاك روك" الأمريكية، في ما اعتبره مراقبون خطوة ترضي طموحات واشنطن لخفض النفوذ الصيني في القناة.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات ترامب المتكررة، التي طالب فيها بمنح امتيازات مرور مجانية لسفن البحرية الأمريكية وتخفيض الرسوم على السفن التجارية الأمريكية، قوبلت برفض قاطع من إدارة قناة بنما.
من جانبها، قالت نائبة مديرة الهيئة، إيلْيا إسبينو دي ماروتا: "نطبق نفس الرسوم على جميع السفن بموجب معاهدة الحياد لعام 1977، ولا يمكن تمييز أحد على حساب الآخرين".
وفي مدينة كولون، الواقعة على مدخل القناة من جهة الكاريبي، والتي تعاني فقرا وبطالة واسعين، بدت آراء السكان أكثر تبايناً. بعضهم رحب بعودة أمريكية مشروطة قد تعني فرص عمل جديدة، بينما اعتبر آخرون أن بنما دفعت ثمناً باهظاً لتنال سيادتها، ولا يمكن التفريط بها مجدداً.
وخلص التقرير إلى القول إن المشهد في بنما اليوم يعيد للأذهان حقبة تاريخية كانت فيها القناة محوراً للصراع والنفوذ بين الدول الكبرى، ويطرح تساؤلات حقيقية عن مستقبل استقلال القرار البنمي في ظل صراع النفوذ العالمي على هذا الممر البحري الحيوي.
