اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الفيضانات الكارثية التي ضربت منطقة "هيل كانتري" في ولاية تكساس الأمريكية كشفت عن محدودية التنبؤ بالكوارث في ظل أزمة المناخ.
ويُبرز ذلك الأمر الأثر السلبي لتخفيضات التمويل ونقص الموظفين، الذي طبقته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مركز النمذجة البيئية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والذي يهدف إلى تحسين مهارات التنبؤات الجوية الصعبة، بحسب الصحيفة.
وأعاد "ممر الفيضانات المفاجئة" في تكساس، الذي قد يؤدي إلى المزيد من الفيضانات في المستقبل القريب، التحديات المستمرة للتنبؤ بالطقس المتطرف في عصر أزمة المناخ إلى الواجهة.
ويُعد شهر تموز/يوليو من كل عام، ذروة موسم الفيضانات المفاجئة في الولايات المتحدة، وتُعرف منطقة وسط تكساس باسم "ممر الفيضانات المفاجئة"؛ لأن المكونات الأساسية للرطوبة الاستوائية والعواصف بطيئة الحركة تتجمع غالبًا فوق التضاريس الجبلية هناك.
وبيّنت الصحيفة أن حجم الكارثة المناخية الأخيرة كان "مهولًا"، حيث أظهرت لقطات جوية، السبت، أحياءً بأكملها غارقة بالمياه، لافتة إلى أن تحليلًا أوليًّا يُظهر أن هطول أمطارٍ بهذا الحجم كان نادرًا للغاية ويصعب التنبؤ به، حتى في هذه المنطقة المُعرّضة للفيضانات.
وذكرت الصحيفة أنه هطل ما يقرب من 14 بوصة من الأمطار في 5 ساعات غرب أوستن التابعة لولاية تكساس، وهي أمطارٌ يُتوقع هطولها مرةً واحدةً فقط كل ما يقرب من 1000 عام في ظلّ مناخٍ مستقر.
وأكدت أن خبراء الأرصاد الجوية في كل من مكاتب سان أنجيلو وأوستن/سان أنطونيو المحلية، وفي المركز الوطني المتخصص التابع للخدمة والمسؤول عن هطول الأمطار الغزيرة، قدموا سلسلة من التحذيرات في الأيام والساعات الأخيرة، التي سبقت كارثة الفيضانات، يوم الجمعة الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقنيات التنبؤ بالطقس الحالية تستطيع التنبؤ باحتمال هطول أمطار شبه قياسية في منطقة معينة قبل يوم واحد تقريبًا، لكن معرفة الكمية والجزء المحددين من حوض تصريف نهر معين فوق التضاريس الجبلية يجعل التنبؤ بالفيضانات أكثر صعوبة.
ونوهت الصحيفة إلى أن كثافة الأمطار في وسط تكساس شهدت اتجاهًا تصاعديًّا لعقود؛ حيث تعززت أمطار هذا الأسبوع بفعل بقايا العاصفة الاستوائية باري، التي ضربت شمال المكسيك الأسبوع الماضي.
وفي حين سحبت العاصفة كميات قياسية من الرطوبة الجوية إلى وسط تكساس من مياه خليج المكسيك الدافئة، التي بلغت درجات حرارتها مستويات قياسية تقريبًا، ساعد مزيج دورة باري والاحتباس الحراري في خلق ظروف من الرطوبة الجوية المرتفعة إلى مستويات قياسية فوق وسط تكساس، بما يتماشى مع الاتجاه نحو زيادة محتوى الرطوبة الجوية على مستوى العالم مع ارتفاع درجة حرارة العالم وقدرة الهواء على الاحتفاظ بمزيد من بخار الماء.
