كشف تقرير عبري عن طبيعة العلاقات العسكرية السرية بين إسرائيل وأذربيجان، مشيرًا إلى أن تتويج هذه العلاقات جاء عبر ظهور صاروخ إسرائيلي جديد يُعرف باسم "كاسحة الجليد"، خلال عرض عسكري أجرته باكو في الـ8 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تزامنًا مع احتفالات عيد النصر.
وذكر موقع "نتسيف" العبري أن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها أذربيجان علنًا اعتماد منظوماتها العسكرية على صاروخ تنتجه هيئة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية (رفائيل).
وأشار التقرير إلى أن الإعلان الأذري عن الصاروخ الإسرائيلي يعكس تطورًا غير مسبوق في العلاقات بين تل أبيب وباكو، كما يمثل إشارة رمزية إلى تعمّق التعاون الأمني المتنامي بين الجانبين، خاصة في مجال الأسلحة الذكية.
وبحسب مصادر إسرائيلية نقل عنها الموقع، فإن صاروخ "كاسحة الجليد" يمتلك قدرات إستراتيجية فريدة مقارنة بأنظمة التسليح الأخرى، إذ يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر، ويمكن إطلاقه من الجو مع نظام توجيه دقيق يعتمد على جهاز بحث بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، مزوّد بخاصية التعرف التلقائي على الأهداف (ATR) وتوجيه مستقل عبر نظام GNSS.
ويتميز الصاروخ أيضًا بوجود وصلة بيانات ثنائية الاتجاه تتيح تحديث الأهداف حتى بعد الإطلاق؛ ما يقلل احتمالية التشويش أو التداخل بين الأهداف.
وأوضح التقرير أن تصميم الصاروخ يتميّز ببناء مدمج وسرعة دون سرعة الصوت؛ ما يجعله مناسبًا لكلٍّ من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحية، وقادرًا على ضرب أهداف بحرية وبرية عالية القيمة من مسافات آمنة.
كما أشار إلى أن "كاسحة الجليد" يعمل على إرباك الخطط البحرية للخصوم الإقليميين في أوقات السلم، ويدعم الضربات العابرة للحدود في فترات الأزمات، إضافة إلى تعزيز مفاهيم منع السيطرة البحرية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع خيارات الإطلاق من منصات متعددة.
ورغم أنه لم يُعلن رسميًّا عن توقيع اتفاق خاص بالصاروخ بين إسرائيل وأذربيجان، فإن التقرير أشار إلى أن ميزانية الدفاع الأذرية لعام 2025 بلغت نحو 5 مليارات دولار، في مؤشر على تنامي الإنفاق العسكري في باكو.
وخلص التقرير إلى أن قرار أذربيجان عرض الصاروخ الإسرائيلي علنًا ليس مجرد استعراض للقوة، بل رسالة أيديولوجية وإستراتيجية مفادها أن الردع لم يعد قائمًا على عدد المنصات، بل على دقة الضربات الذكية.
كما رأى التقرير أن هذا الصاروخ يُعيد تعريف معادلة الردع في بحر قزوين، في ظل التوترات الإقليمية، ويعزز قدرة أذربيجان على فرض هيمنتها الجوية والبحرية عبر تقنيات الجيل الجديد من الأسلحة.