ربطت فرنسا مصير انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقرر إجراؤها في الـ5 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المُقبل.
وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إن بلاده "ليست ضد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، لكن هذه القضية ستعتمد على الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية".
وبيّن أنه "مهما كانت نتيجة انتخابات الـ5 من نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن الإدارة الأمريكية ستكون أكثر تركيزًا على منطقة آسيا، والمحيط الهادئ، والقضية الصينية".
وأشار الوزير الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "تريبيون ديمانش"، إلى أنه "علينا أن نجد الوسائل لتحقيق السلام الدائم"، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك".
وفي الـ9 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن السلام في أوكرانيا سيكون مستحيلاً إذا انضمت كييف إلى حلف "الناتو".
وجاء حديث الخارجية الروسية ردًا على تقارير تفيد بأن الغرب يناقش خيارًا يشمل انضمام أوكرانيا إلى الحلف مقابل قبول كييف للسيطرة الروسية على أراضٍ أوكرانية.
وأشارت زاخاروف إلى أن تحقيق سلام عادل في أوكرانيا سيكون مستحيلاً دون ضمان أن أوكرانيا في وضع محايد وغير منحاز، مبينة أن "العملية العسكرية الخاصة الروسية" في أوكرانيا هي رد فعل على توسع حلف "الناتو" شرقًا.
وصرَّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن محادثات السلام لن تبدأ إلا إذا وافقت أوكرانيا على التخلي عن مساحات شاسعة من الأراضي، التي أعلنت روسيا ضمها، وإذا توقفت عن مساعيها إلى الانضمام لحلف "الناتو".
وظهرت، في الفترة الأخيرة، خطط أوروبية لأول مرة تتضمن مُساومة بين مطالب كييف بالانضمام إلى حلف "الناتو"، وعودة سيادتها على أراضيها.
وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نقلاً عن مصادر، أن الدول الغربية تُناقش خطة تتضمن تخلّي أوكرانيا عن مطالباتها ببعض المناطق مقابل إنهاء النزاع مع روسيا والانضمام إلى حلف "الناتو".
وبمقتضى الخطة الأوروبية، تحتفظ روسيا بالسيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها الآن، بالإضافة إلى حصول أوكرانيا على الحماية من دول "الناتو" بموجب المادة 5 من حلف شمال الأطلسي.
والخطة الأوروبية، التي تمت مناقشتها في دوائر السياسات الخارجية لأكثر من 18 شهرًا يُطلق عليها "ألمانيا الغربية"؛ لأنه قبل توحيد ألمانيا، كانت الأراضي الغربية جزءًا من "الناتو"، بينما كانت الأراضي الشرقية جزءًا من حلف "وارسو". ومع ذلك، تعارض واشنطن هذه الخطة خوفًا من جر الدول الغربية إلى الصراع.