كشفت مصادر مطّلعة أن عمدة نيويورك المنتخب، زهران ممداني، من المتوقع أن يصل، قريبًا، إلى البيت الأبيض، في أول لقاء مباشر له مع الرئيس دونالد ترامب بعد أشهر من التصعيد والاتهامات المتبادلة؛ ما يفتح تساؤلات فيما إذا كانت نيويورك ستحصل على دعم واشنطن أم ستدخل في مرحلة صراع مفتوح على الموارد والتمويل.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن اللقاء قد يحدد مصير علاقة المدينة مع الحكومة الفيدرالية، لكن وبينما عرف ممداني (34 عامًا) بقدرته على تهدئة النقاشات الحادة، وفتح حوار مع خصومه السياسيين، لكنه يواجه تحديًا مزدوجًا: إذا تعامل بلطف مع ترامب، قد يعتبره مؤيدوه تخليًا عن جذوره التقدمية، وإذا واجهه بشكل مباشر، قد يزيد التوتر ويعرض مصالح المدينة للخطر.
من جهته، لم يتوانَ ترامب عن مهاجمة ممداني بشكل مستمر، واصفًا إياه زورًا بـ"الشيوعي" ومهددًا بإجراءات قد تضره مثل إرسال الحرس الوطني أو حجب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي، ورغم ذلك، يبدو أن ترامب لا يريد أن يظهر كمن يسهم في تدهور المدينة التي طالما كانت جزءًا من عالمه.
من جانبه اكتفى البيت الأبيض بالتأكيد على أن الرئيس يلتقي جميع الأطياف، ويستمع لمحاولة إيجاد حلول لما يراه مناسبًا في مصلحة الأمريكيين، حتى في المدن التي تميل سياساتها لليسار، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الصحفيون سيُسمح لهم بحضور الاجتماع، أو الموضوعات التي ستتم مناقشها فيه.
غير أن المقاربة العملية لممداني بدأت مبكرًا؛ إذ أجرى مكالمات مع خبراء اقتصاديين وحلفاء سياسيين من بينهم روبرت وولف، وكبار الشخصيات المصرفية الأمريكية، وأجرى حوارات مع مسؤولين محليين ووطنيين لضمان الاستعداد الكامل لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الحرجة، خصوصًا أزمة تكلفة المعيشة التي تعصف بالمواطنين.
وبين التحذيرات والتهكمات، بحسب مراقبين، فإن ممداني يسعى للحفاظ على موقفه الأخلاقي والسياسي، متحديًا أي إهانات محتملة من ترامب، في حين يأمل البعض بأن ينجح الرئيس في التعامل مع العمدة الجديد بطريقة بناءة رغم سنوات من التوتر والخلافات العلنية.
وأشار خبراء في السياسة المحلية، إلى أن مفتاح الاجتماع سيكون قدرة ممداني على البقاء مركزًا على مصالح المدينة، مع استيعاب طبيعة ترامب المتقلبة، بينما قد يكون للجوانب الشخصية، مثل أصله المشترك من كوينز وروح الدعابة، دور في تهدئة الأجواء وربَّما الوصول إلى أرضية مشتركة.
في نهاية المطاف، يظل اللقاء ليس مجرد اجتماع رسمي، بل يعد اختبارًا حقيقيًا لعلاقة أكبر مدينة أمريكية مع البيت الأبيض، وقد يحدد ما إذا كانت نيويورك ستدخل حقبة من التعاون أو مواجهة مفتوحة على التمويل والدعم الفيدرالي.
