ساعات يوم الأحد، مرت سراعا على سكان جمهورية بنين، الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، الذين استيقظوا صباحا على بيان من بعض الجنود يعلنون فيها الاستيلاء على السلطة وعزل الرئيس وتعليق العمل بالدستور، وبعدها بأقل من ساعة أعلنت السلطات فشل الانقلاب واستعادة السيطرة.. فماذا حدث في بنين؟
بعد صباح عاصف كان سكان عاصمة بنين كوتونو، شهودا على ما أسمته صحيفة "جون آفريك"، "أقصر انقلاب في العالم" في السابع من ديسمبر. بعد ساعات قليلة من ظهور جنود، بخوذاتهم الثابتة وبنادقهم الهجومية المتدلية على أكتافهم، على التلفزيون الوطني للإعلان عن الإطاحة بالرئيس باتريس تالون، قبل أن يعلن وزير الداخلية إحباط محاولة الانقلاب وتعقب منفذيها.
في البداية وبعد فشلهم في دخول القصر الرئاسي توجه الانقلابيون إلى مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، حيث أجبروا الفنيين الحاضرين تحت تهديد السلاح على بث "البيان رقم 1"، كما يعرف في "الماما آفريكا".
وبحسب "جون أفريك"، كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحًا، عندما أعلن المقدم باسكال تيغري، متحدثًا باسم "اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس"، "عزل رئيس الدولة باتريس تالون من منصبه"، وتعليق العمل بالدستور وجميع مؤسسات البلاد، مؤكدًا أن "الجيش الوطني سيمارس، حتى إشعار آخر، كامل الصلاحيات الممنوحة لدولة بنين".
وبعد أقل من عشرين دقيقة، من إذاعة بيان الانقلابيين، نجحت السلطات في قطع بث التلفزيون الرسمي، بعد أن حاصرت قوات عسكرية مقرها، بعد اشتباكات مع الانقلابيين الذين لاذوا بالفرار، بعدها بقليل أطل وزير الداخلية الحسن سيدو، على الشاشة، مُعلنًا أن الوضع "تحت السيطرة"، مؤكدا أن "مجموعة صغيرة من الجنود نفذت تمردًا بهدف زعزعة استقرار الدولة ومؤسساتها"، لكن يقظة القوات المسلحة البنينية وقيادتها، أحبطت التمرد.
يكشف تقرير المجلة الفرنسية، أن الانقلابيين تحركوا عند ساعات الفجر الأولى، حيث نفذوا سلسلة اعتقالات طالت كبار قادة الجيش وقوات الأمن، في البداية شن المتمردون هجوما على منزل الجنرال بيرتين بادا، في أبومي-كالافي، حوالي الساعة الثالثة فجرًا، حيث قتلوا زوجته وأصيبت ابنته بجروح، بينما نجا الجنرال بأعجوبة من المهاجمين.
وبحسب "جون أفريك"، يشغل بيرتين بادا، منصب مدير الديوان العسكري للرئيس تالون، ومستشاره الموثوق، وقد رقي في يونيو الماضي إلى رتبة جنرال في القوات الجوية، وهي المرة الأولى في بنين التي يحصل فيها عسكري على رتبة جنرال بأربع نجوم في القوات الجوية.
كما هاجم الانقلابيون منزل رئيس أركان الجيش اللواء أبو عيسى، حيث اختطفوه رفقة ضابط كبير آخر لم تُعرف هويته بعد، وما زال مصيرهما مجهولا.
ويضيف التقرير، أن الانقلابيين توجهوا بعدها إلى مقر إقامة رئيس الدولة في قلب كوتونو، بالقرب من معسكر جيزو. وبعد اشتباكات عنيفة مع عناصر الحرس الجمهوري، حاول المتمردون اقتحام القصر الرئاسي، حيث فشلوا في ذلك بسبب صمود الجنود المسؤولين عن تأمين الرئاسة.
وبعد يوم شهد مناوشات واشتباكات قرب ثكنات الحرس الوطني، الواقعة بالقرب من المطار في منطقة فيدجروسي، أعلنت السلطات اعتقال 13 عسكريا غالبيتهم من فرقة الكوماندوز التي هاجمت القصر الرئاسي وسيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون، لكن منفذي محاولة الانقلاب الرئيسيين ما زالوا طلقاء.
ونقلت "جون أفريك"، عن وزير الدفاع البنيني، فورتونيه نواتين، قوله "نواصل البحث. سنعرف نتيجة هذه القصة في غضون ساعات قليلة".
