كشف مسؤولان رفيعا المستوى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب خلال مكالمة هاتفية هذا الأسبوع، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تتخلى أوكرانيا عن السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك كشرط لإنهاء الحرب.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن هذه المنطقة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا تمثل عقبة رئيسة أمام التقدم الروسي نحو العاصمة كييف، حيث تصدّت القوات الأوكرانية لمحاولات موسكو المتكررة للسيطرة عليها منذ عام 2014.
واقترح بوتين التنازل عن أجزاء من منطقتَي زابورجيا وخيرسون مقابل السيطرة الكاملة على دونيتسك، في خطوة أقل شمولاً من مطالبه السابقة التي طرحها خلال قمة في أنكوراج في أغسطس، ووصف مسؤول أوروبي الصفقة المحتملة بأنها "كبيع ساقهم مقابل لا شيء"، في إشارة إلى المخاطر الجيوسياسية التي قد تتحملها أوكرانيا.
وأكد مسؤولون أن مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، ضغط خلال مناقشات يوم الجمعة بشأن إرسال صواريخ توماهوك بعيدة المدى لأوكرانيا، على الوفد الأوكراني للتخلي عن منطقة دونيتسك، مشيراً إلى أن أغلبية سكانها يتحدثون الروسية كـ"لغة أم"، وهي حجة يستخدمها الكرملين لتبرير مطالبه، لكن المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين يعتبرون هذا التفسير متحيزاً لموسكو، حيث إن العديد من الأوكرانيين يتحدثون الروسية تاريخياً دون أن يكونوا موالين لروسيا، وقد ازداد استخدام اللغة الأوكرانية منذ ضم شبه جزيرة القرم في 2014.
ويرى المحللون أن تركيز بوتين على دونيتسك يشير إلى أنه لن يتراجع عن مطالبه السابقة التي أدت إلى حالة من الجمود في الصراع، وفق مسؤولين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لوصف حساسية المناقشات المغلقة، وبينما سيطرت روسيا أو الانفصاليون المدعومون منها على أجزاء من المنطقة منذ 2014، لكن السيطرة الكاملة بالقوة لم تتحقق أبداً.
من جانبه لم يُعلق ترامب علناً على طلب بوتين بالسيطرة الكاملة على دونيتسك، ولم يتم الإعلان عن ذلك من قبل، ومع ذلك، لم يؤيد الرئيس الأمريكي الطلب الروسي في بيانه العلني يوم الجمعة، عقب اجتماع مهم في الجناح الغربي للبيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما يخطط للقاء بوتين في المجر خلال الأسابيع المقبلة لمواصلة النقاشات حول إنهاء الحرب.
غير أن ترامب أوضح أنه غير قلِق من محاولات بوتين لكسب الوقت، مؤكداً ثقته بقدرته على التعامل مع الوضع: "لقد تم خداعي طوال حياتي من قبل الأفضل، وخرجت بنتيجة جيدة، أعتقد أنني جيد في هذا المجال".
