الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

من البنية التحتية إلى النفوذ الجيوسياسي.. أنقرة تحكم قبضتها على الغاز الطبيعي

اتفاقياتٌ لتوريد الغاز الطبيعي المُسال مع 8 شركاتٍ مختلفة...المصدر: صحيفة "بوستا"

في قمة "غاز تيك 2025" التي استضافتها مدينة ميلانو الإيطالية، وقّعت شركة بوتاش التركية على سلسلة من اتفاقيات الغاز الطبيعي المسال (LNG) مع 8 من عمالقة الطاقة العالميين، لتأمين نحو 15 مليار متر مكعب خلال الفترة بين 2026-2028، وهذه الصفقات، التي ستبدأ شحناتها مع مطلع الشتاء، تؤكد توجه أنقرة نحو تنويع مصادر الإمداد وبناء شبكة توريد مرنة ومحمية من أي تقلبات سياسية أو اقتصادية.

من جانبه، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألبارسلان بيرقدار، الذي قاد جولة مكثفة من المباحثات مع كبرى الشركات الدولية، شدد على أن هذه الاتفاقيات تمثل نقلة نوعية في سياسة أنقرة الطاقوية؛ فإلى جانب البُعد التجاري، فإنها تُعزز من قدرة البلاد على تحويل موقعها الجغرافي إلى منصة استراتيجية تربط بين الشرق والغرب في تجارة الغاز.

أخبار ذات علاقة

الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير

تركيا ترد على اتهامات بتورطها في محاولة اغتيال بن غفير

وكشف مطّلعون أن الوزير بيرقدار أجرى سلسلة لقاءات ثنائية مع مسؤولي شركات الطاقة العالمية، من بينها شركة "إديسون" الإيطالية لتوزيع الكهرباء والغاز، وعملاق الاستكشاف والإنتاج الأمريكي "كونكو فيليبس" إضافة إلى "شيفرون" الأمريكية، في إطار بحث فرص التعاون وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.

وبحسب صحيفة "ميليات" التركية، فإن هذه الاتفاقيات شملت أسماء ثقيلة في الصناعة مثل Cheniere الأمريكية، وSEFE الألمانية، و"إكوينور" النرويجية، وJERA اليابانية، إلى جانب شركات أوروبية كبرى مثل "بي بي"، و"إيني"، و"شل". 

أخبار ذات علاقة

بوتين وأردوغان

بوتين لأردوغان: دور تركيا "المميز" مطلوب لحل النزاع مع أوكرانيا

ويرى الخبراء أن هذه التعددية في الشركاء تُعطي أنقرة قوة تفاوضية إضافية وتُقلل من اعتمادها على مصدر واحد، وهو ما يترجم مباشرة إلى نفوذ جيوسياسي متزايد.

في موازاة ذلك، جرى توقيع اتفاق مع شركة Saipem الإيطالية لمد خط أنابيب بحري بطول 183 كيلومترًا في إطار تطوير المرحلة الثالثة من حقل صقاريا للغاز، وهذا المشروع ينسجم مع رؤية أنقرة لتوسيع بنيتها التحتية، بما يُتيح لها ليس تأمين الإمدادات فحسب، بل أيضًا لعب دور موزّعٍ إقليمي للطاقة في المستقبل.

وبحسب مصادر مطّلعة، فإن تركيا من الملاحظ أنها لم تكتفِ بزيادة حجم الواردات، بل ربطت استراتيجيتها الجديدة بمفاهيم المرونة، والاستدامة، والأمن الطاقوي؛ فإدخال الغاز من شركاء متنوعين يعزز من قدرتها على مواجهة أي ضغوط خارجية، ويُعيد صياغة دورها كلاعب مستقل في معادلات الطاقة العالمية.

بهذا، يتضح أن أنقرة لا تسعى إلى تدفئة منازلها في الشتاء المقبل فحسب، بل إلى ترسيخ موقعها كقوة إقليمية طاقوية، تستخدم الغاز الطبيعي كأداة لإحكام قبضتها على مسارات التجارة والنفوذ السياسي في محيطها الحيوي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC