كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس دونالد ترامب تلقى تعهدًا خلال مباحثاته الهاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بصياغة وإرسال "مذكرة سلام" تحدد مطالب روسيا لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
بعد تلك المكالمة التي أعقبت أول محادثات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا في تركيا، صرّح ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي بأن شروط وقف إطلاق النار "سيتم التفاوض عليها بين الطرفين، وهو أمرٌ لا مفر منه"، وعند انتهاء المحادثات كان من المتوقع أن تُرسل روسيا مذكرة متابعة إلى أوكرانيا.
لكن بعد مرور أكثر من أسبوع على مباحثات ترامب مع بوتين الهاتفية، لم تستلم واشنطن الوثيقة من موسكو بعد، ويدرس ترامب الآن فرض عقوبات جديدة على موسكو خلال الأيام المقبلة، مُعبّرًا عن غضبه من تطورات الصراع، وفقًا لِما نقلته شبكة "سي إن إن".
وفي أعقاب الهجوم الروسي بالصواريخ والمسيرات على أوكرانيا، قالت المصادر، إن ترامب الذي هدد بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا أعرب سرًّا عن مخاوفه من أن العقوبات الجديدة قد تدفع روسيا بعيدًا عن محادثات السلام.
وأوضحت المصادر، أن جميع الخيارات بحثت خلال الأسابيع القليلة الماضية لتطبيق إجراءات جديدة لمعاقبة موسكو، لكن ترامب لم يُقرّها حتى الآن.
وقالت: "قد يقرر عدم فرض عقوبات جديدة، تماشيًا مع تراجعه سابقًا عن تهديدات باستهداف روسيا بسبب أفعالها في أوكرانيا".
وكان وزير الخارجية ماركو روبيو تحدّث أيضًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اليوم السابق للمكالمة بين ترامب وبوتين وقال إنهما ناقشا الموضوع.
قال لافروف لروبيو آنذاك، إن المسؤولين الروس سيُعدّون وثيقةً تُحدد متطلباتهم لوقف إطلاق النار، والتي ستُفضي بدورها إلى مفاوضات أوسع نطاقًا، وفقًا لِما صرّح به روبيو لبرنامج "واجه الأمة" على قناة "سي بي إس" الأسبوع الماضي.
وأضاف أنه إذا طُرح هذا المقترح، إلى جانب المقترحات الأوكرانية، "فسنتمكن من العمل بناءً عليه".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الثلاثاء، إن موسكو تعمل على إعداد الوثيقة.
وأضافت:"روسيا تواصل تطوير مشروع مذكرة التفاهم بشأن معاهدة السلام المستقبلية مع تحديد عدد من المواقف، مثل: مبادئ التسوية، والإطار الزمني لإبرام اتفاق سلام محتمل ووقف إطلاق النار المحتمل لفترة زمنية معينة في حالة التوصل إلى اتفاقيات مماثلة".