تجري السلطات الأيرلندية تحقيقًا أمنيًا موسعًا بعد رصد أربع طائرات مسيّرة يُشتبه في أنها حاولت متابعة أو اعتراض طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال وصوله إلى العاصمة دبلن يوم الاثنين، في أول زيارة رسمية له إلى البلاد، وفق ما أفادت به صحيفة The Journal الأيرلندية.
ورفضت الشرطة الأيرلندية التعليق على الحادث، مكتفية بالقول لـ"نيوزويك" إنها لا تتناول ما تنشره أطراف ثالثة عن قضايا أمنية.
وتبنت الموقف ذاته قوات الدفاع الأيرلندية التي أكدت أن عدم الإدلاء بتفاصيل يرجع لاعتبارات "عملياتية"، لكنها شددت على أن الدعم الأمني نُفذ "بنجاح" تحت قيادة الشرطة، ما أسهم في ضمان مرور الزيارة دون أي تهديدات.
وبحسب المصادر الأيرلندية، فإن الطائرات المسيّرة، التي توصف بأنها من طراز عسكري ومن مصدر غير معروف، اخترقت منطقة حظر الطيران التي كانت جزءًا من مسار رحلة الرئيس الأوكراني المفترض، حيث وصلت إلى نقطة كان من المتوقع أن تمر بها طائرته نحو الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الطائرات حلقت لمدة قاربت الساعتين، وانطلقت من شمال شرق دبلن، كما عبرت فوق سفينة تابعة للبحرية الأيرلندية كانت مكلفة سرًا بدعم التدابير الأمنية للزيارة.
ورغم عدم قيام السفينة أو سلاح الجو بالتعامل المباشر مع المسيّرات، إلا أن أضواءها المضيئة مكّنت المراقبين من متابعتها بصريًا.
وتبحث التحقيقات ما إذا كانت قد أُطلقت من سفينة مجهولة لم يتم رصدها في المياه الأيرلندية.
الحادثة أُبلغ بها مفوض الشرطة جوستين كيلي فجر الثلاثاء، قبل أن يتم إخطار رئيس الوزراء مايكل مارتن ووزيري العدل والدفاع لاحقًا بعدة ساعات.
أبعاد الحادث
تأتي هذه الواقعة في سياق توترات أوروبية متصاعدة بشأن ما تصفه دول في الاتحاد الأوروبي بـ"الحرب الهجينة" التي تنتهجها روسيا، مستخدمةً الطائرات المسيّرة لاستفزاز وضغط الدول الداعمة لأوكرانيا.
وقد استشهدت بولندا وليتوانيا وإستونيا سابقًا بالمادة الرابعة من ميثاق الناتو من أجل بحث الرد على توغلات مشابهة.
ولا يزال الغموض يحيط بالجهة التي تقف وراء هذا النشاط في دبلن، دون أي تأكيد رسمي لوجود تهديد مباشر.
غير أن توقيته وتزامنه مع زيارة رئاسية حساسة أثارا مخاوف أمنية، خصوصًا أن الرحلة الأصلية لزيلينسكي كانت مبرمجة في وقت قد يؤدي إلى اقتراب أكبر بين الطائرات والطائرة الرئاسية.
وخلال الزيارة، استقبل الرئيس الأيرلندي نظيره الأوكراني وزوجته أولينا زيلينسكا في مقر الرئاسة، فيما أعرب زيلينسكي عن تقدير بلاده للدعم الأيرلندي السياسي والإنساني في مواجهة "الإرهاب الروسي".
كما أكد أن النقاشات تطرقت إلى ضمانات الأمن الأوروبي ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تعزيز وحدة المواقف بين كييف وشركائها الغربيين.
