ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تشهد العلاقات الروسية–الإفريقية تطورًا ملحوظًا مع إعلان روسيا وإثيوبيا عن تقدم فعلي في الاتفاق النووي الذي طال انتظاره لسنوات، والهادف إلى إنشاء محطة للطاقة النووية في إثيوبيا، أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا.
ووقّع الطرفان اتفاقية تعاون نووي بين شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية و"روساتوم" الروسية، وذلك خلال منتدى للطاقة النووية، حيث وضع الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الإثيوبية أشبير بالشا، والمدير العام لـ"روساتوم" أليكسي ليخاتشوف، اللمسات الأخيرة على الخطة الاستراتيجية للصفقة، بحسب موقع "بزنس إنسايدر أفريقيا".
وتضمن الاتفاق إعداد خارطة طريق شاملة للأساس الفني والاقتصادي للمشروع، إلى جانب اتفاق حكومي دولي للمضي قدمًا، مع التركيز على تدريب الكوادر في مجال تشغيل المحطة وتطوير القطاع النووي الإثيوبي.
يأتي الاتفاق الجديد ضمن سلسلة تحركات روسية متسارعة لتعزيز حضورها في إفريقيا من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات الطاقة والبنية التحتية؛ فقبل ساعات فقط، أعلنت النيجر عن خطط لبناء مفاعلين نوويين بطاقة 2000 ميغاواط بالتعاون مع "روساتوم"، حيث أكد وزير التعدين النيجري عثمان أبارشي خلال ندوة نووية في موسكو أن بلاده ترغب في تطوير مخزوناتها من اليورانيوم بالشراكة مع روسيا. وقد وصف أليكسي ليخاتشوف المبادرة بأنها "مثيرة للاهتمام للغاية".
وفي السياق ذاته، وقّعت روسيا والسودان اتفاقية تعاون واسعة النطاق تشمل تحديث أنظمة النقل في البلاد من سكك حديدية وموانئ ومطارات، إضافة إلى الطيران المدني.
كما اتفق الجانبان على إطلاق برامج تدريب للبنك المركزي السوداني، وتعزيز التجارة الثنائية في مجالات المعادن والأسمدة والآلات والأدوية، بما يسهم في تنويع الاقتصاد السوداني.
كشفت إثيوبيا، التي دشنت مؤخرًا سد النهضة الكبير، عن خطة تطوير بنية تحتية عملاقة بقيمة 30 مليار دولار، تتضمن إنشاء محطة للطاقة النووية، ومصفاة نفط، ومنشأتين للغاز الطبيعي، ومطار جديد، كما تعود فكرة المشروع النووي إلى اتفاق مبدئي وقعته مع روسيا عام 2017.
وفي فبراير الماضي، جدد السفير الإثيوبي في موسكو جينيت تيشوم جيرو، التأكيد على رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع روسيا بمجال الطاقة، مع التطلع إلى إحياء الاتفاق النووي.
ووفقًا للخطة، من المتوقع أن تضم إثيوبيا وحدتين نوويتين بين عامي 2032 و2034، بطاقة إنتاجية تقارب 1200 ميغاواط لكل وحدة، إلى جانب دراسة إمكانية إنشاء مفاعلات نووية صغيرة الحجم وأكثر تنوعًا.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، خلال افتتاح سد النهضة، أن الأعمال التحضيرية للمشروع النووي بدأت بالفعل، مشددًا على أن المحطة ستُخصص للأغراض السلمية فقط، مؤكدًا أنها ستكون "مساوية لسد النهضة" من حيث الأهمية والحجم.
شكّل سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي يتسع لـ74 مليار متر مكعب من المياه، وينتج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء عند تشغيله بكامل طاقته، نقلة نوعية لإثيوبيا. ومع المشروع النووي المزمع إنشاؤه، تسعى أديس أبابا لتعزيز أمنها الطاقوي، وترسيخ مكانتها كقوة اقتصادية صاعدة في شرق إفريقيا.
أما بالنسبة لروسيا، فإن الاتفاقيات النووية ومشاريع البنية التحتية في القارة الإفريقية لا تعكس فقط مصالح اقتصادية، بل تمثل أيضًا استراتيجية لتعزيز نفوذها الجيوسياسي ومواجهة المنافسة الغربية في إفريقيا.
