تدرس المرشحة الرئاسية الخاسرة، كامالا هاريس، الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وسط ساحة مليئة بالمتنافسين على خلافة الحاكم جافين نيوسوم، الذي تنتهي ولايته العام القادم.
ومنذ عودتها إلى كاليفورنيا، حرصت هاريس على الابتعاد عن الأضواء، وظهرت مرات نادرة، آخرها يوم السبت عندما ظهرت لفترة وجيزة في رسالة فيديو موجهة إلى الناخبين.
ولم تُقدم أي تلميحات حول مستقبلها، بل شجعت النشطاء على مواصلة "محاربة جهود الحزب الجمهوري لخفض ميزانية الرعاية الصحية والتعليم والبرامج الرامية إلى معالجة أزمة المناخ".
ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن هاريس ستقرر مصير سباق حاكم الولاية بحلول أواخر الصيف، خصوصاً أنها بصدد دراسة الترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي مرة أخرى في 2028.
وتواجه هاريس، بحسب "واشنطن بوست" مصاعب في استعادة ثقة الناخبين نظراً لخسارتها انتخابات الرئاسة، ثم ابتعادها لفترة طويلة عن الظهور الإعلامي، فرغم أن ظهورها على الشاشة الكبيرة أثار هتافات في البداية، إلا أن العديد من الناخبين واصلوا محادثاتهم الجانبية في قاعة المؤتمر أثناء عرض الفيديو.
وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على الانتخابات الرئاسية، بدأت بعض الشخصيات البارزة من اليسار، بمن فيهم السيناتور بيرني ساندرز، تنتقد استراتيجية حملة هاريس بشكل أكثر صراحة، وتتساءل عن سبب اختيار هذا العدد الكبير من ناخبي الطبقة العاملة لدونالد ترامب على حساب نائب الرئيس.
وفي حديثه في مؤتمر كاليفورنيا مساء السبت، دقّ تيم والز، نائب هاريس، حاكم ولاية مينيسوتا، ناقوس الخطر بشأن صورة الحزب الديمقراطي، مجادلاً بأن العديد من الناخبين ينظرون إليهم على أنهم "غزال في مواجهة أضواء السيارات" وقال إنهم معرضون لخطر أن يصبحوا "حيوانات ضائعة".
على الرغم من فوز هاريس بسهولة في كاليفورنيا بنسبة 58.5% من الأصوات، إلا أن هامش تفوقها البالغ 20 نقطة مئوية على ترامب كان أصغر من هامش جو بايدن البالغ 29 نقطة مئوية على ترامب في عام 2020.
في أكثر من عشرين مقابلة في مؤتمر أنهايم، تحدث العديد من المندوبين الديمقراطيين بإجلال وتقدير لمرشحتهم الرئاسية لعام 2024، ولكنهم أبدوا أيضاً تردداً بشأن ترشحها لمنصب حاكم الولاية.
وقالت دينيس روب، مندوبة باسادينا، التي ذكرت أنها ناضلت من أجل هاريس في رينو ولاس فيغاس "من شروق الشمس حتى غروبها" العام الماضي: "أعتقد أنها ستكون بخير. أعني، لقد كانت بالفعل زعيمة ولاية، أليس كذلك؟".
وأضافت "الأمر ببساطة أنها خسرت السباق الرئاسي وكادت أن تُفقد. لا نسمع عنها شيئاً. لا نراها".
وفي وقت سابق من هذا العام، بدا سباق حاكم الولاية هدفاً سهلًا لهاريس، إذ افترض العديد من المطلعين على السياسة أنها ستتفوق تلقائيًا على منافسيها الديمقراطيين نظراً لشعبيتها داخل الحزب، وعلاقاتها الوثيقة بنخبه، وشبكتها الواسعة من المانحين في جميع أنحاء البلاد.
لكن عمدة لوس أنجلوس السابق أنطونيو فيلارايجوسا ووزير الصحة والخدمات الإنسانية السابق كزافييه بيسيرا أوضحا أنهما لن ينسحبا من السباق إذا دخلت هاريس.
يتوق الجمهوريون إلى مواجهة هاريس مجدداً، ويعود ذلك جزئياً إلى أن ترشيحها قد يُتيح فرصاً مربحة لجمع التبرعات لمرشحين جمهوريين غير مرشحين، مثل المعلق المحافظ ستيف هيلتون وشريف ريفرسايد تشاد بيانكو.
