رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
في عامها الأول رئيسة للمكسيك، أثبتت كلوديا شينباوم، الزعيمة اليسارية والعالمة المتخصصة في تغير المناخ، قدرتها على مواجهة التحديات الخارجية بصرامة وذكاء، لتكون أبرز مواجهاتها مع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجمهوري، الذي يُعرف بتصريحاته الاستفزازية تجاه بلادها.
ووفق صحيفة "لوموند" الفرنسية، تُوصف شينباوم، التي تولّت المنصب في أكتوبر 2024، بأنها نقيض ترامب: مجتهدة، وصارمة، ومدافعة عن الأفكار اليسارية، بينما يصفها الرئيس الأمريكي نفسه بأنها "رائعة وأنيقة" ذات "أفكار عظيمة".
نجحت شينباوم في إقامة حوار بنّاء، فقد تحدثا هاتفياً 14 مرة منذ فوز الرئيس الأمريكي في نوفمبر الماضي، كما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
جاء فوز ترامب في الانتخابات ليربك جدول أعمال الرئيسة التي تولت السلطة قبل أربعة أشهر فقط من تنصيبه في يناير/ كانون الثاني.
ركزت الرئيسة المكسيكية جهودها على مواجهة التهديدات التي يشكلها ترامب، الذي يصور المكسيك كمصدر للجريمة، ووباء الفنتانيل، والهجرة غير المنظمة، وضعف الاقتصاد الأمريكي، كما وصف المكسيكيين مراراً بـ"المجرمين"، وهدد بإنهاء اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
وسعى ترامب إلى استبدالها بمعاهدات ثنائية، لكن شينباوم دافعت بقوة عن الاتفاقية الثلاثية، مقنعة الشركاء بالبقاء متحدين، كما أكد عضو في مجلس الوزراء المكسيكي. ومنذ 1994، دمجت المكسيك اقتصادها مع شركائها في أمريكا الشمالية، لتصبح في 2024 أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
ومع ذلك، ركز ترامب على العجز التجاري البالغ 172 مليار دولار مع المكسيك و45 مليار دولار مع كندا.
يصف المحلل السياسي كارلوس برافو ريجيدور هذا الارتباط بـ"زواج عُقد منذ 30 عاماً"، لكنه أصبح "زواجاً عنيفاً" مع عودة ترامب، إذ رفضت شينباوم التركيز على نقاط الضعف، مؤكدة أن أمريكا الشمالية هي "المنطقة الأكثر ديناميكية وتنافسية في العالم" بفضل التكامل، محذّرة من أن الرسوم الجمركية ستفسد هذه الديناميكية.
نجحت شينباوم في الحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية ثلاث مرات، من خلال محادثات مباشرة مع ترامب، إذ شرحت له العواقب الوخيمة على الاقتصاد الأمريكي نقطة بنقطة.
في 31 يوليو، نشر ترامب على "تروث سوشيال" إعجابه بها: "نتعرف على بعضنا ونفهم بعضنا أكثر فأكثر". في النهاية، حد ترامب من زيادة الرسوم مع شركائه الشماليين، مع ميزة للمكسيك حتى الآن.
في خطابها للأمة في الأول من سبتمبر، أكدت شينباوم: "حققنا أقل نسبة رسوم جمركية مقارنة بالدول الأخرى، وأنا على ثقة بأننا يمكننا تحقيق شروط أفضل ضمن الاتفاقية"، ولتجنب إثارة غضب ترامب، قدمت شينباوم تعهدات حسن النية، وافقت على نشر 10 آلاف من أفراد الحرس الوطني على الحدود، واستقبال مهاجرين من جنسيات أخرى منذ بداية ولاية ترامب.
كما عززت عمليات مكافحة المخدرات، مدمرة أكثر من 1100 مختبر لإنتاج الفنتانيل منذ فبراير، وسلّمت 55 تاجر مخدرات مطلوبين لواشنطن، في خطوة تعاونية قوية مقارنة بسلفها أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي تردد في التسليمات.
ومع ذلك، يقلق الخبراء من المستقبل، إذ يقول جون أكرمان، مدير برنامج دراسات الديمقراطية في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة (UNAM): "وافقت الرئيسة على تلبية جميع مطالب ترامب، ومن المرجح أن يستمر في المطالبة بالمزيد، خاصة في إعادة التفاوض على الاتفاقية في 2026".
في مؤتمراتها الصحفية اليومية، تدافع شينباوم عن استقلاليتها، مؤكدة أن العلاقة قائمة على "التعاون والتنسيق" من دون تبعية، لتكشف حادثة "خليج المكسيك" عن صرامتها، إذ رفضت طلب ترامب من غوغل تغيير الاسم إلى "خليج أمريكا"، مؤكدة أن الولايات المتحدة لا تستطيع تغيير أسماء معترف بها دولياً. راسلت الحكومة غوغل في فبراير، ثم تقدمت بشكوى.
في يونيو، ردت شينباوم على عقوبات أمريكية على بنوك مكسيكية: "المكسيك ليست بينياتا لأحد". يتذكر خوان كارلوس بارون باستور، مدير مركز أبحاث أمريكا الشمالية في UNAM: "منذ 2000، سعت الحكومات المكسيكية إلى عدم إثارة غضب الولايات المتحدة، باستثناء رفض غزو العراق في 2003".
لكن شينباوم ليست أكثر تصالحاً، خاصة أمام تهديدات ترامب غير المسبوقة، مثل العمليات العسكرية على الأراضي المكسيكية، ففي مقابلة مع "ذا ديلي كولر" في الثاني من سبتمبر، ادعى الرئيس الأمريكي أن "عصابات المخدرات تسيطر على المكسيك"، وأن شينباوم "لطيفة لكنها تخشى العصابات"، ثمّ عرض إرسال عسكريين، لكنها رفضت.
ونجت المكسيك من هذا التهديد حتى الآن بتوقيع اتفاقية أمنية مع روبيو، تلتزم كل دولة بالعمل على أراضيها، لتظهر استراتيجية شينباوم توازناً بين الصرامة والتعاون، محافظة على سيادة المكسيك أمام جار قوي.