كشفت "واشنطن بوست" أن الصين أنفقت عشرات المليارات من الدولارات لتحويل حقول زراعية وموانئ بحرية تجارية إلى مجمعات عسكرية لنشر قواتها فيها.
ووفق خبراء تحدثوا للصحيفة، فإن لهذا الحشد العسكري عدة دوافع، منها سعي بكين إلى اكتساب قوة أكبر عالميا، وحماية الطرق البحرية التي تغذي اقتصاد الصين، واستغلال الموارد الطبيعية، وأهمها القدرة على هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها إذا حاولوا إحباط هجوم صيني على تايوان.
وأكد تقرير الصحيفة أن الجيش الصيني نجح خلال عقدين من الزمن في مضاعفة قيمة بنيته التحتية العسكرية في "هاينان" وعلى شعاب مرجانية في بحر الصين الجنوبي بأكثر من ثلاثة أمثالها، وفقا لشركة LTSG الاستشارية لنحو 200 موقع عسكري صيني، خصص لأهداف بكين السياسية والاقتصادية.
وأشار إلى أن قيمة البنية التحتية العسكرية في "هاينان" وفي بحر الصين الجنوبي بلغت 50 مليار دولار.
وبينت أن قيمة البنية الأساسية في قاعدة "يولين البحرية" الكبرى، في "هاينان" بلغت في عام 2022 أكثر من 18 مليار دولار، وهو ما ينافس قيمة إحدى أهم منشآت الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ وهي قاعدة "بيرل هاربور هيكام".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، تفتخر "هاينان" المقاطعة الواقعة في جنوب الصين، بجهاز دعم عسكري، مدعوم باستثمارات ضخمة في البنية الأساسية في بحر الصين الجنوبي.
ونقلت عن محللين قولهم "إن هذه التحركات ستفيد الصين إذا استمرت الاتجاهات الحالية على تحييد ما كان يعتبر منذ فترة طويلة ميزة عسكرية أمريكية في صراع مباشر محتمل ضد بكين".
وبحسب الأدميرال صامويل بابارو، قائد القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإن: "الخطوة الصينية بمثابة تحدٍ عميق للمنطقة. إنه تحدٍ عميق لحلفائنا وشركائنا"، مضيفاً "لا يمكن إنكار أن زيادة القدرات داخل بحر الصين الجنوبي تشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية".
وقاعدة "يولين" البحرية الكبرى هي مركز الوجود البحري الصيني في بحر الصين الجنوبي، وهي مقسمة عبر خليجين عميقين وتضم رصيفين لحاملة الطائرات، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 2.5 مليار دولار، وفقًا لتقديرات LTSG.
