logo
العالم

لتفادي "صدمة" حرب الـ12 يوماً.. إيران تطلب الردع الجوي من الصين

لوحة إعلانية في طهران تُظهر صاروخاً يسقط على إسرائيلالمصدر: أ ف ب

تعمل إيران على زيادة ميزانيتها العسكرية لإصلاح أنظمة الدفاع الجوي المعطلة، وتسعى إلى شراء الأسلحة من الصين وروسيا، بعد أن أظهرت حرب الـ 12 يوماً في يونيو/ حزيران الماضي، ضعفًا دفاعيًّا واضحًا، حيث سيطرت إسرائيل تمامًا على أجوائها.

ووفق تقرير لموقع "المونيتور"، فإن إيران تتحرّك بسرعة لإعادة بناء وتطوير شبكة دفاعها الجوي وتعزيز جاهزيتها العسكرية، حيث تقترن الاستعدادات العسكرية الجديدة بخطاب أكثر حدة تحسبًا للاشتباكات المستقبلية.

وكشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن مباحثات في القيادة لبحث الجاهزية الدفاعية الحالية للجيش، والعمليات خلال الصراع الأخير، و"الضربات" التي وُجّهت لأهداف إسرائيلية.

كما لفتت إلى توجّه لشراء أنظمة دفاع جوي من الصين وروسيا، ويجري العمل عليه بنشاط، مع وجود "اتفاقيات واعدة" قيد التنفيذ، ومن المتوقع تنفيذها قريبًا، وفق وسائل إعلام إيرانية.

كذلك تجري مناقشات لشراء طائرات مقاتلة من مورّدين أجانب، حيث اتخذت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خطوات بالفعل، ومن المتوقع الإعلان عنها رسميًّا في الوقت المناسب.

وإضافة إلى هذه الاستحواذات المحتملة، تُظهر إيران مرونة في ظل التغييرات في قيادتها العليا، ففي تقرير نشرته وكالة تسنيم للأنباء يوم الخميس، صرّح اللواء علي عبد اللهي، الرئيس الجديد للقيادة المشتركة الإيرانية، بأن القوات المسلحة "أكثر قدرة" مما كانت عليه قبل الصراع الأخير. 

دفاع جوي متعدد الطبقات 

وتأتي الجولة الحالية من الاستعدادات العسكرية والرسائل الإستراتيجية، في ظل ما يمكن اعتباره نهجًا مزدوجًا من جانب طهران.

من ناحية، تتحرك طهران لإجراء الإصلاحات وتطوير شبكة الدفاع الجوي الخاصة بها من خلال المشتريات من الموردين الأجانب، وفي المقابل تستخدم الخطاب العام في محاولة لإظهار القوة وطمأنة الجماهير المحلية وردع الخصوم المحتملين. 

وحصلت طهران على حزمة عسكرية متقدمة من الصين، بما في ذلك رادارات مراقبة بعيدة المدى ومعدات حرب إلكترونية متطورة.

كانت شبكة الدفاع الجوي الإيرانية قبل الحرب عبارة عن بنية شاملة ومتعددة المستويات على ما يبدو، وكانت تأمل في بنائها كحماية ضد التفوق الجوي الإسرائيلي. 

كان هذا النظام مزيجًا معقدًا من أنظمة روسية وصينية ومحلية الصنع، يضم طبقات متعددة من التغطية عبر منصات طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى.

 وشملت الشبكة بطاريات S-300PMU2 روسية الصنع، ونظام Bavar-373 المحلي الصنع، بمدى يُزعم أنه يبلغ 300 كيلومتر، وأكثر من 40 منصة إطلاق من سلسلتي "خرداد" و"صياد"، وتغطية بعيدة المدى من نظام Arman (بمدى 180 كيلومترًا، بسرعة تتراوح بين 5 و6.5 ماخ) ونظام S-200 Gareh المُطور (بمدى يصل إلى 350 كيلومترًا).

الثقة والمخاطر

تشير مخصصات الميزانية وخطط المشتريات الأخيرة، التي أكدها النائب البارز، إلى تصميم طهران على سد الثغرات التي كشفتها الحرب التي استمرت 12 يومًا وتطوير قدراتها للمستقبل.

لكن هذه التدابير تسلط الضوء أيضًا على مشكلة أعمق، فهي تعكس محاولة طهران استعادة الثقة في موقفها الرادع بعد الصراع القصير ولكن المكثف، عندما استولت الطائرات الحربية الإسرائيلية على السيطرة شبه الكاملة على سماء طهران.

ورغم أن المسؤولين الإيرانيين أظهروا الثقة، فإن خطابهم المبالغ فيه قد يخفي نقاط الضعف الأساسية، فتصريحات الحرس الثوري بأن إسرائيل لا تستطيع بدء صراع جديد، وأن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى، قد توفر قدرًا من الردع وتُطمئن الرأي العام المحلي المؤيد للحكومة.

 إلا أن تلك التصريحات تزيد أيضًا خطر سوء التقدير الإستراتيجي، نظرًا لقدرات إسرائيل الاستخباراتية، ودقة ضرباتها التي تجلّت في الهجمات المفاجِئة قبيل الفجر في اليوم الأول من الحرب، ثم طوالها.

وبما أنه من الممكن أن تكون هناك أهداف جديدة، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية والقيادة السياسية، في أي اتصال متجدد، فإن الثقة التي يعبر عنها كبار القادة في قدرة القوات الإيرانية على امتصاص الصدمات وإظهار القدرة الانتقامية قد تخلق شعورًا زائفًا بالأمن، وفق "المونيتور".

ويحمل اعتماد طهران على المورّدين الأجانب وعودًا وحدودًا، وقد دأبت السلطات الإيرانية على استخدام التعيينات العسكرية والتصريحات العامة لإظهار قدرتها على الصمود في أعقاب الخسائر الكبيرة، بما في ذلك بعد الاغتيالات الأخيرة.

وتعتبر أيّ اتفاقيات لشراء الدفاع الجوي مع الصين وروسيا جزءًا من جهد مدروس لتحديث الجيش الإيراني مع تنويع سلاسل التوريد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC