أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إيفوب" لصالح صحيفة لوجورنال دو ديمانش، أن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو استفاد من نجاحه في تمرير الميزانية، حيث ارتفعت شعبيته بأربع نقاط، رغم نجاته بصعوبة من مشروع لحجب الثقة.
في المقابل، شهد الرئيس إيمانويل ماكرون تحسنًا طفيفًا في شعبيته، إلا أن الجدل الدائر حول قضية كنيسة نوتردام دي بيترام قد يحدّ من هذا الارتفاع.
وبعد 7 أشهر من حالة عدم اليقين، نجح بايرو في منح فرنسا ميزانية جديدة، ما انعكس على شعبيته التي بلغت 38%، بزيادة 4 نقاط خلال شهر واحد، وفقًا للاستطلاع، وشهدت شعبيته ارتفاعًا ملحوظًا بين كبار السن، كما حظي بدعم قوي من مؤيدي حركة "النهضة" (73%)، والجمهوريين الذين ارتفعت نسبة رضاهم عنه إلى 66%، بزيادة 19 نقطة، ما عزز موقعه داخل المشهد السياسي المعقد.
وأشاد الفرنسيون بقدرات رئيس الوزراء، واصفين إياه بأنه رجل ذو "حرفة سياسية"، و"حس تحليلي"، و"خبرة عميقة"، وهو ما عزز مكانته في ظل مناخ سياسي شديد التعقيد. لكن في المقابل، لم يخلُ أداؤه من الانتقادات، حيث رأى المعارضون أنه فرض سياسة الأمر الواقع عبر اللجوء إلى المادة 49.3، كما أثارت تصريحاته حول الهجرة جدلًا واسعًا.
ورغم نجاحه في تمرير الميزانية، يواجه بايرو تحديًا خطيرًا يتمثل في الجدل المحتدم حول قضية كنيسة نوتردام دي بيترام، حيث كشف تحقيق نشرته ميديابار في الخامس من فبراير، أن رئيس الوزراء كان على علم بحوادث العنف الجنسي التي ارتكبها مشرفون وقساوسة سابقون في المدرسة الكاثوليكية التابعة للكنيسة، وقد قُدمت بالفعل نحو 100 شكوى.
وفي هذا السياق، حذّر فريديريك دابي، رئيس "إيفوب"، من أن هذه القضية "تشكل ملفًا حساسًا يجب على رئيس الوزراء معالجته بسرعة قبل أن يتفاقم الوضع".
نجاح بايرو في ملف الميزانية انعكس بشكل طفيف على صورة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي نُسب إليه الفضل في اختيار الرجل المناسب لهذا المنصب، ما منحه نقطتين إضافيتين في نسبة الرضا، لترتفع إلى 23%.
ورغم هذا التحسن الطفيف، لا يزال ماكرون يواجه انتقادات واسعة بسبب غيابه عن المشهد السياسي، إذ يرى الفرنسيون أنه "غير ظاهر بما يكفي"، ويفتقر إلى الحضور القوي في القضايا اليومية. ومع ذلك، حظيت مبادرته الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي بإشادة ملحوظة، حيث خصص الإليزيه قمة دولية لهذا القطاع، وأعلن عن استثمار بقيمة 109 مليارات يورو، ما عزز صورته كرئيس عصري يدرك التحديات المستقبلية.
ورغم الأزمة المستمرة، بات بعض مؤيديه أكثر اقتناعًا بأنه "لن يستقيل"، بل سيواصل العمل رغم حالة عدم الشعبية التي أصبحت شبه مزمنة.
ويكشف الاستطلاع عن مشهد سياسي معقد، حيث يستفيد بايرو من نجاحه في الميزانية، لكنه يواجه تهديدًا محتملًا بسبب قضية نوتردام دي بيترام. في المقابل، يستمر ماكرون في معركته لاستعادة ثقة الفرنسيين، وسط انتقادات تطال دوره وأسلوبه في القيادة.