ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أدرجت الولايات المتحدة حركة "أنتيفا أوست" الألمانية "منظّمة إرهابية"، إلى جانب حركات مماثلة تنشط في إيطاليا واليونان، وذلك في إطار حملة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حركة "أنتيفا"، بشكل عام.
وجاء في بيان أن حركة "أنتيفا أوست" الألمانية نفذت بين عامي 2018 و2023 "العديد من الهجمات ضد أشخاص تعتبرهم "فاشيين" أو جزءًا من "التيار اليميني" في ألمانيا، فضلًا عن هجمات في العاصمة الهنغارية بودابست.
وكان ترامب وقّع في سبتمبر/ أيلول الماضي أمرًا تنفيذيًا صنّف بموجبه حركة "أنتيفا"، بنسختها الأمريكية، إذا جاز الوصف، "منظمة إرهابية محلية"، وذلك غداة مراسم تأبين أقيمت للمؤثر المحافظ تشارلي كيرك، الذي اغتيل في العاشر من ذلك الشهر.
مصطلح أو تعبير "أنتيفا"، هو اختصار لعبارة "AntiFascist Action" أي "العمل المناهض للفاشية"، وهي تحالف فضفاض بلا قيادة، يضم في معظمه ناشطين من أقصى اليسار.
أما الفاشية، فهي في أحد تعاريفها "أيديولوجيا قومية متطرفة صاغ ملامحها الحديثة الزعيم الإيطالي موسوليني، وتقوم على الحكم الدكتاتوري وتقديس القائد وتركّز على القوة والانضباط ووحدة الهوية".
تعود جذور حركة "أنتيفا" إلى أوروبا، وتحديدًا ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين، عندما ظهرت مجموعات يسارية صغيرة تهدف إلى مقاومة الحركات الفاشية والنازية الصاعدة، آنذاك، وأطلق عليه اسم "Antifaschistische Aktion"، ومعناها بالضبط "Antifaschistische": بالألمانية "مناهض أو معارض للفاشية"، وAktion: تعني "عملًا" أو "حركة" أو "نشاطًا".
بعد الحرب العالمية الثانية تراجع حضور "أنتيفا"، لكنها عادت للظهور في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ضمن أوساط اليسار الراديكالي في ألمانيا وإيطاليا، خاصة لمواجهة الجماعات اليمينية المتطرفة في الشارع.
في التسعينيات انتقلت فكرة "أنتيفا" إلى الولايات المتحدة وأصبحت وصفًا عامًا لشبكة واسعة من الناشطين ذوي التوجهات اليسارية و"الأناركية"، التي تطالب بـ "إلغاء السلطة القسرية والدولة المركزية، وإقامة مجتمع قائم على الحرية الفردية، والإدارة الذاتية، والتعاون الطوعي بين الأفراد والمجتمعات".
وفقًا لوثائق وتقارير، فإن منتسبي حركة "أنتيفا" ينظمون احتجاجاتهم عادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، ويعتمدون على شبكات مشفرة للتواصل.
وغالبًا ما ينظمون احتجاجات مضادة لتعطيل تجمعات ومسيرات اليمين المتطرف، الذي شهد صعودًا لافتًا في السنوات الأخيرة في عدد من الدول الأوروبية.
وتشهد بعض الاحتجاجات صدامًا وعنفًا يتضمن الاشتباك بالأيدي واستخدام السكاكين والهراوات والألعاب النارية، إضافة إلى زجاجات المولوتوف والمطارق والقنابل الحارقة محلية الصنع، وكذلك البالونات المملوءة بالطلاء أو الحبر.
لا يوجد زعيم معروف للحركة، ولا هيكل تنظيمي موحد، بل هي مجموعات مستقلة، متناثرة في أكثر من دولة، تمتد من أوروبا إلى الأمريكيتين، وتختلف ممارساتها بين منطقة وأخرى.
"أنتيفا أوست" هي النسخة الألمانية من حركة "أنتيفا" الأوسع، وهي تنشط على نحو خاص في الولايات الألمانية الشرقية، كما يشير اسمها، إذ تعد تلك الولايات معقلًا لليمين المتطرف، الخصم الأبرز لـ"أنتيفا".
وتنسب لـ"أنتيفا أوست"، أعمال عنف واختراقات أيديولوجية ضد ما تعتبره ممارسات "يمينية متطرفة أو فاشية".
وتشير المصادر الرسمية الألمانية، في سياق رصدها لـ"أنتيفا أوست"، إلى أن مجموعة أو شبكة تُعرف محليًا باسم "Antifa Ost" بدأت تظهر في أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وأن اشتباكات وأعمالًا عنيفة محددة نسبت إليها خلال الفترة 2018 و2023.
وتقدر أجهزة حماية الدستور "الاستخبارات الألمانية" بأنها شبكة صغيرة نسبيًا، ويقدر وجود نحو 900 متطرف يساري من أنتيفا أوست في ولاية ساكسونيا شرق ألمانيا، على سبيل المثال، فضلًا عن حضور لأنتيفا أوست في ولايات شرقية مجاورة، لكن لم يُسجل للحركة حضور في ولايات غرب ألمانيا.
وتصنف الاستخبارات الألمانية بعض أفراد أنتيفا أوست ضمن قائمة "عناصر يميلون للعنف".
وفي حين تربط التقارير "أنتيفا أوست" بسلسلة اعتداءات ميدانية على أفراد ومقار تُصنَّف موالية لليمين المتطرف، وحوادث في ألمانيا ودول مجاورة وردت في تحقيقات أمنية، فإن كثيرًا من هؤلاء الناشطين يؤكدون أن هدفهم الأساسي هو الدفاع المباشر عن الأقليات ومعارضة تنظيمات يمينية متطرفة.
ويرى مناصرو الحركة أن تسميات "تنظيم إرهابي" أو "شبكة منظمة" مبالغ فيها في كثير من الحالات؛ لأن غالبيتهم تعمل في خلايا صغيرة لا تملك هرم قيادة واضحًا.
ووفقًا لما سبق، فإن أنصار "أنتيفا أوست"، يعتبرون أنفسهم جزءًا من مقاومة "الفاشية والعنصرية"، أما خصومها فينعتونها بالحركة المتطرفة التي تنتهج العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها.