في خطوة رمزية تعزز مكانة كندا كدولة ذات سيادة تحت التاج البريطاني، أعلن قصر باكنغهام، يوم الجمعة، أن الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا سيقومان بزيارة رسمية إلى كندا يومي 26 و27 مايو، حيث سيحضران افتتاح البرلمان الجديد في العاصمة أوتاوا، وذلك بعد الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
وذكر القصر في بيان رسمي أن الملك والملكة سيشاركان في مراسم افتتاح البرلمان الكندي، في أول زيارة رسمية لهما إلى كندا منذ تتويج تشارلز ملكًا في عام 2022، كما أنها أول زيارة لهما إلى إحدى دول الكومنولث منذ جولتهما في أستراليا وساموا في أكتوبر الماضي.
من جهته، علّق رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، الذي فاز بالانتخابات التي جرت في مطلع الأسبوع، بالقول إن هذه الزيارة تُعدّ "شرفاً تاريخياً"، مشيرًا إلى أنها "تؤكّد بشكل واضح على سيادة كندا"، في ردّ ضمني على تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لوّح بجعل كندا "الولاية الأمريكية الحادية والخمسين"، وهو ما أثار موجة جدل واسعة.
وكان الملك تشارلز قد استقبل كارني في قصر باكنغهام في مارس، في الوقت الذي كان ترامب يوجه تهديدات علنية ضد كندا.
وتأتي هذه الزيارة في ظل استمرار تلقي الملك العلاج من السرطان، بعد تشخيص إصابته بالمرض في فبراير 2024.
ورغم مرضه، أجرى تشارلز مؤخرًا زيارة إلى إيطاليا، ما يشير إلى استمراره في أداء مهامه الرسمية.
وبحسب محللين فإن الزيارة المرتقبة تحمل في طيّاتها أبعاداً سياسية وتاريخية تتجاوز الطابع البروتوكولي، في ظل التوترات الإقليمية، والجدل المتصاعد حول علاقة كندا بالتاج البريطاني وبالولايات المتحدة.