أعلنت وكالة استخبارات الدفاع الأوكرانية أنها نجحت في تنفيذ عملية "قرصنة كبيرة"، وحصلت على بيانات سرية عن غواصة نووية روسية جديدة، كاشفة عن نقاط ضعف محتملة مع تكثيف موسكو لوجودها العسكري في القطب الشمالي.
والغواصة النووية الروسية المستهدفة هي "كنياز بوزارسكي"، وبدأت الخدمة في أواخر يوليو. ووفق تقرير لمجلة "التايمز" البريطانية، فإن الغواصة "متطورة جدًّا وتُعدّ عنصرًا أساسيًّا في الثلاثية النووية الروسية"، وتتمركز بشكل دائم في غادجييفو، مقاطعة مورمانسك، وهي جزء من الأسطول الشمالي الروسي.
ومن المحتمل أن يؤدي الاختراق إلى الكشف عن حدود ليس فقط هذه الغواصة، بل وحدود أسطول فئة بوري بأكمله، الذي يدعم الموقف الإستراتيجي لروسيا في القطب الشمالي، وفق "التايمز".
وزعمت وكالة استخبارات الدفاع الأوكرانية أن الملفات المسروقة تتضمن قوائم مفصلة للطاقم، وتعليمات القتال، والمخططات الفنية لأنظمة القتال، وتدابير البقاء، والجداول التشغيلية، وتقارير الهندسة. كما قالت إن سجل الجدول الزمني هو وثيقة شاملة تُظهر العمليات القتالية والروتينية اليومية للسفينة.
وأضافت وحدة الاستخبارات الدفاعية أن "المعلومات التي حصل عليها ضباط الاستخبارات تسمح لنا بتحديد ميزات وقيود التقنية ليس فقط للغواصة كنياز بوزارسكي، ولكن أيضًا للغواصات الأخرى من مشروع 955A، والتي تعد حاسمة للحفاظ على الأسطورة الروسية"، وفق ادعائها.
وعملية اختراق حساب الأمير بوزارسكي في أوكرانيا هي الأحدث في سلسلة من العمليات الاستخباراتية التي تستهدف روسيا وثالوثها النووي.
في أوائل شهر يونيو/حزيران، شنّت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية هجومًا غير مسبوق بطائرات دون طيار تحت اسم "شبكة العنكبوت" على المطارات العسكرية الروسية؛ ما أدى إلى تدمير العديد من الطائرات الإستراتيجية للطيران، والتي تشكل أيضًا جزءًا من الثالوث النووي الروسي.وقال حينها، مكسيم ستارتشاك، الخبير في السياسة النووية الروسية، إن "الأسلحة النووية هي الرمز الرئيس لعظمة موسكو العالمية. ولا شك أن عملية شبكة العنكبوت كانت ضربة موجعة لكبرياء الكرملين".
ويأتي الكشف عن الهجوم، في الوقت الذي أجرت فيه البحريتان الروسية والصينية تدريبات مضادة للغواصات في بحر اليابان كجزء من مناورات مشتركة مقررة.
وتأتي هذه المناورات بعد أيام قليلة من إصدار الرئيس ترامب أوامره بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين في "المناطق المناسبة" ردًّا على تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف.
ولم تؤكد أي شركة مستقلة للأمن السيبراني أو وكالة غربية ادعاء يوم الأحد، ولم تصدر روسيا أي بيان رسمي تعترف فيه بالاختراق.
و"كنياز بوزارسكي" هي غواصة من فئة مشروع 955A "بوراي-أ"، وأحد أكثر العناصر تقدمًا في الثالوث النووي للكرملين، إذ تتمتع بقدرة عالية على التخفي والقدرة على المناورة والقوة الهجومية.
وتحمل كل غواصة 16 منصة إطلاق لصواريخ بالستية عابرة للقارات من طراز R-30 Bulava، إذ يستطيع كل صاروخ حمْلَ ما يصل إلى عشرة رؤوس حربية نووية.
ويتألف الثالوث النووي من الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تطلق من الأرض والقاذفات الإستراتيجية والصواريخ البالستية التي تطلق من الغواصات والتي تشكل جوهر إستراتيجية الردع النووي الروسية.
