رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
العالم

برلمانية أوروبية في قلب عاصفة سياسية بسبب تشارلي كيرك

النائبة الأوروبية ناتالي لوازوالمصدر: REA

في مشهد نادر يُظهر الصراع بين الحرية الرمزية والسياسة المعاصِرة، رفضت النائبة الأوروبية ناثالي لوازو إقامة دقيقة صمت في البرلمان الأوروبي حدادًا على مؤثر اليمين الأمريكي تشارلي كيرك، مما أثار تجاوزًا للتوترات الفكرية بين اليمين المتطرف والقوى الوسطية.

الرفض القياسي لم يكن مجرد موقف سياسي، بل استقبله البعض بتهديدات موجهة شخصيًا إلى لوازو، مما يكشف حجم الانقسام الحاد داخل المؤسسات الأوروبية بين من يريدون التضامن الرمزي مهما كانت الخلفية، ومن يرى أن الرموز تحتاج أولًا إلى مساءلة أخلاقية وفكرية.

ماذا حدث؟

قُتل شارلي كيرك، ناشط أمريكي محافظ، برصاصة أثناء مشاركته في تجمع عام في الولايات المتحدة، فيما طلب بعض أعضاء اليمين المتطرف الأوروبي من البرلمان الأوروبي إحياء دقيقة صمت على شرفه، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.

ناثالي لوازو، النائبة الأوروبية من الوسط، رفضت هذا الطلب، قائلة: "شارلي كيرك بلا شك ضحية، لكنه ليس بطلًا"، مشيرة إلى تصريحاته السابقة التي انتقد فيها، على سبيل المثال، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. 

أخبار ذات علاقة

جمهوري تدرب على السلاح منذ طفولته.. من هو قاتل تشارلي كيرك؟

جمهوري تدرب على السلاح منذ طفولته.. من هو قاتل تشارلي كيرك؟ (فيديو إرم)

 
وعقب هذا الرفض، أفادت لوازو بأنها تلقت تهديدات بالقتل من مناصري كيرك الذين اعتبروا موقفها هجومًا أو إنكارًا لعمل رمزي يُعبر عن التضامن مع الضحية.

وفي البرلمان الأوروبي، عرض النائب السويدي تشارلي وايمرز طلبًا رسميًا للمشاركة في دقيقة الصمت، إلا أن رئيسة الجلسة رفضت مناقشة الطلب لأسباب إجرائية، ما أثار احتجاجات من أعضاء يمينيين، وضجيجًا داخل الجلسة.


ردود الفعل السياسية والإعلامية

ويرى مؤيدو الداعوت لإحياء دقيقة الصمت أن تكريم ضحايا العنف السياسي، حتى لو كانوا يمتلكون آراء مثيرة للجدل، هو أمر ضروري لدعم حرية التعبير، والاحتجاج السلمي.

من جهة أخرى، يشير معارضو الفكرة مثل لوازو إلى أن التضامن لا يلغي مسؤولية تقييم الخلفية السياسية والأخلاقية لأولئك المكرمين، خاصة إذا كانت تصريحاتهم تثير انقسامات عميقة.

وبعض المنتقدين يعتبرون رفض البرلمان أو رفض لوازو لدقيقة الصمت بمثابة تحيز أخلاقي أو سياسي، وأنه يظهر أن القيم الرمزية تُستخدم كمكاسب انتخابية أو سياسية، خلافًا لكونها مواقف تقرب الجسور.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الفرنسي المتخصص في اليمين المتطرف، ستيفان فرنسوا إن هذه الواقعة تُظهر مرة جديدة كيف أن الرمزية السياسية أصبحت ميدانًا للتنازع بين المبادئ العامة، والمواقف الأخلاقية.

 ورأى فرنسوا، لـ"إرم نيوز" أن رفض لوازو لدقيقة الصمت ليس فقط موقفًا تجاه شخصية مثل كيرك، بل رسالة واضحة بأنها ترى أن التكريم السياسي يحتاج إلى اعتبار المواقف والتداعيات، وليس مجرد اعتبار الضحية. 

وِأشار أستاذ العلوم السياسي الفرنسي إلى أن اليمين المتطرف يستفيد من مثل هذه المواقف لأنه غالبًا ما يسوّق نفسه كمن يتعرّض لحظر رمزي أو كأنّه مضطهد؛ وهذا يُغذّي دائرة الاستقطاب.

من ناحية أخرى، قال فرنسوا إن تلقي النائبة تهديدات يدل على مدى استقطاب الرأي السياسي والشعبي، وأيضًا على التحدي الذي تواجهه الديمقراطية في تأمين سلامة التعبير السياسي، فحرية التعبير يجب أن تُحمى، لكن ليس أن تستخدم لتبرير العنف أو التهديد.

وتابع:"أخشى أن مثل هذه الحوادث، إذا تكررت، تضعف الثقة في المؤسسات الأوروبية كمنتديات سياسية محايدة، وتحولها إلى ساحات حيث يقيس كل شيء بالمواقف الرمزية لا بالمبادئ الدستورية".

أخبار ذات علاقة

حاكم يوتا يتحدث عن تفاصيل اعتقال المشتبه به

حاكم يوتا: المتهم بقتل تشارلي كيرك "ذو خلفية سياسية"

 بدوره، قال الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في الحركات اليمينية المتطرف، جون إيف كامو إن موقف لوازو هو تمايز ممنهَج بين الوسط والسياسات الرمزية التي يرفعها اليمين المتطرف، موضحاً أنه في فرنسا والبرلمان الأوروبي، اليمين المتطرف يعرف بإتقانه استخدام الرموز – الهوية، التضامن، الذكرى – للحصول على تعبئة سياسية. 

وأضاف كامو لـ"إرم نيوز"  أنه "عندما ترفض هذه الرموز، يغضب القاعدة، ويُتهم الخصوم بأنّهم "يمانعون التعبير" أو "يضطهدون اليمين"، موضحاً أن رفض إقامة دقيقة صمت للداعين لها يرسل إشارة قوية بأن القيم الرمزية ليست محايدة، وهي محمّلة سياسيًا. 

أخبار ذات علاقة

المشتبه بقتله تشارلي كيرك في صور التقطتها كاميرات مراقبة

ترامب يكشف تفاصيل القبض على المشتبه بقتله تشارلي كيرك

 وتابع: "لوازو تقول: نعم، الضحية، لكنه ليس البطل، لأن البطولة تعني تبنّياً أخلاقياً عاماً لكل مواقفه، وهذا أمر لا يمكن تجاوزه بمجرد حادثة قتل.

ورأى كامو أن المخاطر هنا مزدوجة: أولًا، أن يتم استغلال التهديدات لتأليب الرأي العام ضد الليبرالية أو الوسط باعتبارها ضد "الحرية"؛ ثانيًا، أن يصبح قادة اليمين المتطرف يُنظر إليهم كملاكمين يتحدون كل الحساسيات الرمزية، ما يزيد من الاستقطاب داخل المجتمعات الأوروبية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC