الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تقف بنين، الواقعة في غرب إفريقيا، أمام مفترق طرق بعد محاولة انقلاب فاشلة نفذها عسكريون، فيما تتضارب الأنباء بشأن الوضع في البلاد، خاصة مع سماع دوي إطلاق نار في معسكرات للجيش بالعاصمة، كوتونو.
وكان عسكريون ظهروا على التلفزيون مباشرةً، وأعلنوا عزل الرئيس باتريس تالون، الذي كان سيتنحى من الحكم في أبريل/ نيسان المقبل، حيث من المرتقب إجراء انتخابات عامّة في الثاني عشر من الشهر ذاته.
وتولى باتريس تالون الحكم عام 2016، ويُنهي العام المقبل ولايته الرئاسية الثانية وهي الحد الأقصى الذي يتيحه دستور البلاد.
ويسود ترقّب دولي لنتائج الوضع في بنين، خاصة في ظل الانقلابات العسكرية التي تعرفها منطقة غرب إفريقيا، حيث شهدت دول غينيا بيساو، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو انقلابات ناجحة أدت إلى تولي العسكريين السلطة.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، على الأمر بالقول: "هناك غموض كبير يحيط بالوضع في بنين الآن، فالجيش يقول إنه استعاد السيطرة ويقرّ باستيلاء مجموعة من الجنود على مقرّ التلفزيون الوطني واستمرار إطلاق النار في بعض المعسكرات، ما يشرعن القول إن الوضع لا يزال غامضًا".
وتابع كايتا في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنّ "البلاد تقف بالفعل في مفترق طرق، فإذا سيطر الجيش فإنّ الأمور ستعود إلى نصابها، أما إذا استمر تمرد المجموعة الصغرى فإن ذلك قد يؤدي إلى أعمال قتالية ما يعني زعزعة استقرار البلاد".
وشدد على أن "حتى في حال سيطرة الجيش بالكامل على الوضع وإبقاء الرئيس تالون والمضي قدمًا نحو الانتخابات، فإن الوضع لن يكون مطمئنًا؛ لأن البلاد عرفت منذ سنوات محاولات انقلابية، ما يعني أن شبح الانقلابات العسكرية سيظلّ يخيم على الوضع".
وتأتي هذه التطورات في وقت أقصت فيه السلطات الانتخابية مرشح المعارضة، ريناود أغبودجو، وهو زعيم حزب الديمقراطيين، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، من السباق إلى الرئاسة في خطوة أثارت جدلًا سياسيًا حادًا.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إنّ: "الوضع مقلق في بنين في ظل عدم التأكد بعد من استعادة الجيش لزمام الأمور بشكل تامّ، لذلك شبح الفوضى يخيم على البلاد، وفي الواقع هذا التطور كان مرتقبًا بالنظر إلى موجة الانقلابات العسكرية التي تعرفها منطقة غرب إفريقيا".
وأضاف إدريس في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنّ: "في اعتقادي هذه التطورات ستقود إلى إرباك المسار الانتخابي وهو ما قد يعقد الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد خاصة في ظلّ غياب ضمانات حقيقية للمعارضة بتسلم السلطة حال فوزها".
وبين أن: "بالتالي، الوضع معقد في بنين، وربما تحدد المواقف الإقليمية والدولية ملامح المرحلة المقبلة في هذا البلد".
