في ظل سياستين مختلفتين يحملهما المرشحان لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب، تأمل الدول بفوز الأقرب لسياساتها الخارجية؛ فإيران مثلاً، تريد هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي الذي أبرم الرئيس الأمريكي المنتمي له باراك أوباما الاتفاق النووي الشهير.
أما دونالد ترامب، فهو كابوس لإيران، بسبب ما شهدت فترة رئاسته الأولى من تصعيد على جميع المستويات، بدءًا من الانسحاب من الاتفاق النووي وصولًا إلى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بحسب موقع قناة الحرة الأمريكية.
على النقيض، يبدو أن روسيا وهي حليف قريب لإيران، تفضل ترامب بسبب مواقفه المتقاربة معها، فيما يعد ترامب كابوسًا لأوكرانيا وربما لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ككل.
أما الصين، فتنتظر رئيسًا متساهلًا مع طموحاتها الاقتصادية العالمية. ولا شك أن الجالس في البيت الأبيض الذي ستحدده انتخابات على شفا يومين في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، ستكون لسياساته الدور الأبرز في عالم غارق بأزماته.
تقول كامالا هاريس إن "الأمر يتعلق بوقوف أمريكا، كزعيمة تحافظ على القواعد والأعراف الدولية. كزعيمة تظهر القوة، وتدرك أن التحالفات التي نقيمها في مختلف أنحاء العالم تعتمد على قدرتنا على رعاية أصدقائنا وعدم تفضيل أعدائنا. إن زعماء العالم يسخرون من دونالد ترامب".
وبالمقابل يقول دونالد ترامب إنه "لا يمكننا التضحية ببلدنا من أجل رؤية سيئة. نحن دولة فاشلة. وأمة في حالة انحدار خطير. نحن نتعرض للسخرية في جميع أنحاء العالم. يعتقد زعماء الدول الأخرى أن هذه الإدارة ضعيفة وغير كفؤة، وهي كذلك بالفعل، ومسؤوليها غير أكفاء إلى حد كبير"، في إشارة لإدارة الرئيس جو بايدن.
ويخلص تقرير مكتب مدير مجلس الاستخبارات الوطنية DNI إلى أن اللاعبين الخارجيين، خاصة الصين وإيران وروسيا، يحاولون التأثير على الانتخابات الأمريكية لهذا العام، وسيقومون على الأقل بعمليات معلوماتية بعد يوم الاقتراع لغاية اكتمال المسار في يوم تنصيب الرئيس الأمريكي.
ويرى التقرير بشأن "التأثير الأجنبي الخبيث على الانتخابات الأمريكية: "من شبه المؤكد أن الفاعلين الخارجيين سيشنون عمليات معلوماتية بعد نهاية الاقتراع لخلق حالة من عدم اليقين وتقويض شرعية المسار الانتخابي في الولايات المتحدة. كما أنه من المحتمل أن تُقدم إيران وروسيا على الأقل على النظر في إمكانية توظيف تكتيكات خاصة يمكن أن تثير أو تؤدي إلى العنف".
أما الصحافيون وصناع الرأي العام الأمريكي، فيتجادلون بشأن من الأفضل لقيادة الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحساسة عالمياً. يقول مارتن غوري في "نيويورك بوست"، إن كامالا هاريس ستواصل السياسة الخارجية لأوباما وبايدن، وإهمال تنامي قوة أعدائنا.
وبالمقابل، يرى جوشوا كيتنغ في موقع Vox أن المخاطر العالمية المترتبة على رئاسة ترامب ستكون أعلى بكثير هذه المرة مما ورثه ترامب في عام 2016 . ويتخوف الكاتب من قدرة ترامب ومن مخاطر مقاربة ترامب "غير المتزنة" للسياسة الدولية.