أكد مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه"، جون راتكليف، لمشرعين أمريكيين "متشككين" من أن الضربات العسكرية دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، أن البرنامج النووي لطهران "تراجع لسنوات".
ووفق وكالة "أسوشيتد برس"، فقد ذكر مسؤول أمريكي أن مدير الـ "سي آي إيه"، أكد للمشرّعين أن الضربة على منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، وجّهت "انتكاسة هائلة" للبرنامج النووي لطهران.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن راتكليف أوضح أهمية الضربات على منشأة تحويل المعادن خلال جلسة استماع سرية للمشرعين الأمريكيين الأسبوع الماضي.
وقال راتكليف للمشرعين أيضاً إن مجتمع الاستخبارات قدر أن الغالبية العظمى من اليورانيوم المخصب الذي تراكم لدى إيران ربما لا يزال مدفوناً تحت الأنقاض في أصفهان وفوردو، وهما اثنتان من المنشآت النووية الرئيسة الثلاث التي استهدفتها الضربات الأمريكية.
لكن حتى لو بقي اليورانيوم سليماً، فإن فقدان منشأة تحويل المعادن قد سلب طهران فعلياً قدرتها على صنع قنبلة لسنوات قادمة، وفقاً للمسؤول.
ومنشأة تحويل المعادن التي زعم راتكليف أنها دُمرت كانت تقع في منشأة أصفهان النووية. تُعد عملية تحويل غاز اليورانيوم المخصب إلى معدن كثيف، أو ما يُعرف بالتعدين، خطوة أساسيةً في بناء النواة المتفجرة للقنبلة.
كما أكد مدير وكالة المخابرات المركزية للمُشرّعين خلال الإحاطة التي عُقدت في الكونغرس، أن الدفاع الجوي الإيراني قد دُمّر خلال الهجوم الذي استمر 12 يوماً.
ونتيجة لذلك، يُمكن الآن إحباط أي محاولة من قبل إيران لإعادة بناء برنامجها النووي بسهولة من خلال الضربات الإسرائيلية التي لا تملك طهران حالياً سوى القليل من الوسائل للدفاع ضدها، وفقاً للمسؤول.
وبدا أن إحاطة راتكليف للمُشرّعين حول النتائج الأمريكية تتوافق مع تقييمات بعض المسؤولين الإسرائيليين لأضرار المعركة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير غير مخول له بالحديث علناً، إن مسؤولين إسرائيليين قرروا أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى صالح لصنع الأسلحة "قد تم تحييدها لفترة طويلة".
وكان رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد يوم الأحد في برنامج "واجه الأمة" على قناة سي بي إس، بأن المواقع الإيرانية الثلاثة التي تتمتع "بقدرات في مجال معالجة وتحويل وتخصيب اليورانيوم قد دُمرت بدرجة كبيرة".
لكنه أضاف أن "بعضها لا يزال قائماً"، ولأن القدرات لا تزال قائمة، "فسيتمكنون، إن رغبوا، من البدء في القيام بذلك مرة أخرى"، متابعاً أن تقييم الضرر الكامل "يعتمد على سماح إيران بدخول المفتشين".
وقال غروسي: "بصراحة، لا يمكن الادعاء بأن كل شيء قد اختفى، ولا يوجد شيء هناك".
وأصرّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد ساعات قليلة من قصف ثلاثة أهداف رئيسة بقنابل أمريكية خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، على أن البرنامج النووي الإيراني قد "دُمّرَ".
وقال وزير دفاعه، بيت هيغسيث، إن هذه المواقع "دُمّرت". في غضون ذلك، أفاد تقرير أولي صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أن الضربات ألحقت أضراراً جسيمة بمواقع فوردو ونطنز وأصفهان، لكنها لم تُدمّر المنشآت بالكامل.