قال قيادي في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الأمريكي، اليوم السبت، إن الأزمة العلنية بين الرئيس دونالد ترامب والنائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا، مارجوري غرين تايلور، "لا تشكل خبرًا جيدًا للأغلبية الجمهورية المحدودة في مجلس النواب، ولا حتى بالنسبة للحزب في انتخابات التجديد النصفي المقبلة".
وأضاف القيادي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن أزمة تايلور وترامب تُظهر الانقسام داخل مجموعة نواب حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (MAGA)، وأن هذا الانقسام تجاوز حدود السيطرة عليه، وشارك فيه أطراف من خارج الحزب الجمهوري، ليصبح مادة خطاب يستغلها الديمقراطيون بعد فوزهم في انتخابات الثلاثاء الأخيرة، مشيرًا إلى أن ترامب لم يعد يجد التأييد الكامل من نواب حركته في الكونغرس، بسبب تراجع التأييد الشعبي وخوف كثير من النواب الجمهوريين من خسارة انتخابات نوفمبر المقبل.
وأوضح القيادي أن أزمة ترامب – تايلور كان يمكن الحد من تأثيرها الإعلامي والسياسي عبر حوار داخلي أو من خلال رئاسة المجلس أو المجموعة الجمهورية في مبنى الكابيتول.
وجاءت تصريحات القيادي بعد إعلان الرئيس ترامب أنه سحب دعمه لتايلور في انتخابات العام المقبل، مؤكّدًا استعداده لدعم المرشح البديل المناسب في ولاية جورجيا.
ترامب اتهم تايلور بأنها "أصبحت كثيرة الشكوى وقليلة الالتزام بمبادئ الحزب الجمهوري"، خاصة بعد ظهورها في برامج تلفزيونية وصفها ترامب بأنها "معادية لأجندة المحافظين".
من جانبها، أكدت تايلور أنها ملتزمة بمبادئ الحزب بالكامل، مشددة على أن عملها يعكس أفضل المعاني لمبدأ "أمريكا أولًا"، الشعار الذي أطلقه ترامب خلال ولايته الرئاسية الثانية.
طموحات شخصية وحسابات واشنطن وراء الأزمة
أشار مقربون من تايلور داخل الكونغرس إلى أن الطموحات الشخصية للنائبة كانت وراء الخلافات مع قيادة المجلس، ممثلة برئيسه وبعض القيادات الجمهورية الأخرى في الغرفة الأولى.
وأضافوا أن تايلور لم تظهر اقتناعًا بالدور القيادي الذي يقوم به رئيس المجلس كيفن مكارثي، وسعت إلى حجب الثقة عنه وعزله، وهو ما أثار غضب ترامب الذي يفضل مكارثي على غيره من قيادات الحزب البديلة. كما أن فشلها في فرض توجهها داخل المجموعة الجمهورية أدى إلى تباعدها عن الفريق المقرب من البيت الأبيض.
وأشار المقربون إلى أن تايلور شعرت لاحقًا بأنها لم تعد جزءًا من الحسابات السياسية لفريق ترامب، خاصة بعد تراجع فرصها في الفوز بمراكز قيادية في الإدارة الجديدة، وظهورها بمواقف مستقلة عن حركة MAGA في عدة قضايا، منها تمويل إسرائيل، وبرامج الرعاية الصحية، والإغلاق الحكومي، إضافة إلى نشر وثائق تتعلق بقضية جيفري إبستين، ما جعلها أقرب إلى سياسات الديمقراطيين من سياسات فريق ترامب في الكونغرس.
رهان على الدعم القيادي والانتخابات المقبلة
وأوضح المقربون أن سقف توقعات تايلور المرتفع من عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسيطرة الجمهوريين على الغرفتين في الكونغرس جعلها تراهن على الحصول على جزء من "الحصاد السياسي"، خاصة أنها كانت واحدة من الأصوات الجمهورية الأكثر دعمًا للرئيس خلال إدارة بايدن.
وأفادوا أن آخر مساعي تايلور كانت محاولة الحصول على دعم قيادة الحزب لترشحها لمجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، لكنها لم تجد الحماسة المطلوبة من القيادات، مما أدى إلى التحول الكبير في حساباتها السياسية.
وتقول تايلور إن من حق سكان دائرتها الانتخابية اختيار من يرونه الأنسب لتمثيلهم في واشنطن، لكنها تؤكد أنها فعلت أفضل ما يمكن خلال سنوات خدمتها، وكانت واحدة من الأصوات المحافظة التي دافعت بقوة عن مبدأ "أمريكا أولًا".