تقترب البشرية من تدمير ذاتها، بحسب ساعة أسسها العالم، ألبرت إنشتاين، وباحثون من جامعة شيكاغو العام 1947.
ووضعت الساعة مقياسها لاندثار البشرية العام 1947، وتناقصها تدريجيًا من 100 ثانية قبل منتصف الليل، في 2020، ثم 90 ثانية في 2024، و89 ثانية في 2025.
وأسست منظمة "Bulletin of the Atomic Scientists"، على أيدي علماء ذرة ساهموا في تطوير الأسلحة النووية الأمريكية ضمن ما يعرف باسم "مشروع مانهاتن"، الذي قدم أول قنبلة ذرية إلى العالم، لأنهم لم يتمكنوا من تجاهل المخاطر الكامنة وراء عملهم.
وأعلنت المنظمة، أن العالم أصبح بالفعل على حافة الهاوية، مع بقاء 89 ثانية فقط على منتصف الليل، مؤكدة أن "أي تحرك ولو لثانية واحدة ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره مؤشراً على الخطر الشديد، وتحذيراً لا لبس فيه بأن كل ثانية من التأخير في عكس المسار تزيد من احتمال وقوع كارثة عالمية".
وعدد بيان للمؤسسة، يوم الثلاثاء، أسباب عدة، من بينها: خطر وقوع حرب نووية، وتغير المناخ وإساءة استخدام العلوم البيولوجية، والذكاء الاصطناعي، بينما "يفشل قادة الدول في معالجة هذه المخاطر".
وبيّن أن الصراع في أوكرانيا "قد يتحول إلى صراع نووي في أي لحظة بسبب قرار متهور أو نتيجة لحادث أو سوء تقدير"، فيما يهدد الصراع في الشرق الأوسط بالخروج عن السيطرة إلى حرب أوسع نطاقاً دون سابق إنذار.
بينما تعمل البلدان التي تمتلك الأسلحة النووية على زيادة حجم ودور ترساناتها، وتستثمر مئات المليارات من الدولارات في الأسلحة القادرة على تدمير الحضارة، فيما تفكر بلدان لا تمتلك أسلحة نووية في تطوير ترساناتها الخاصة.
وأشار البيان إلى تأثيرات تغير المناخ، العام الماضي، مثل: ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة حرارة سطح الأرض، واستمرار انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والظواهر الجوية المتطرفة، مثل: الحرائق، والأعاصير.
ولاتزال الأمراض الناشئة والمعاودة الظهور تهدد الاقتصاد والمجتمع وأمن العالم، مثل إنفلونزا الطيور، التي انتشرت بين الحيوانات والبشر، ما "يهدد بحدوث جائحة بشرية مدمرة".
وذكر بيان المؤسسة أن هناك أيضاً مخاطر المختبرات البيولوجية، وضعف الرقابة عليها، وهو ما يهدد بنشر الأمراض وسط المجتمعات.
وأدت التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى زيادة خطر تمكن إرهابيين ودول من تصميم أسلحة بيولوجية لا يمكن مواجهته.
وحذّر البيان من خطر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المعارك الحربية، مبينًا أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يجعل من السهل نشر المعلومات الكاذبة عبر الإنترنت، التي يصعب اكتشافها.
وفي الفضاء، هناك خطر تطوير الصين وروسيا قدرات مضادة للأقمار الصناعية، وربما وضع أسلحة نووية في المدار.
ودعا الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، إلى "سحب العالم من حافة الهاوية"، من خلال إجراء "نقاشات حسنة النية عن التهديدات العالمية".