أعلنت السلطات الفرنسية، أمس الجمعة، إحباط تنفيذ هجوم إرهابي "كبير ووشيك" بعد عملية أمنية واسعة أسفرت عن إلقاء القبض على ثلاث نساء، تتراوح أعمارهن بين 19 و38 عاما، خططن لتفجير انتحاري في قلب باريس.
المعلومات الأولية التي كشفت عنها صحيفة "ليبراسيون" أظهرت أن الهدف كان محطة قطارات "غار دو ليون" أو مركزا تجاريا مزدحما، في حين اكتُشف المخطط بعد تفتيش هواتف الموقوفات، حيث عثر على رسائل صوتية وصور لأحزمة ناسفة وتعليمات دقيقة تشرح كيفية صنع القنابل المنزلية.
الأكبر سنا ضمن الموقوفات، تقول الصحيفة الفرنسية إنها أم لثلاثة أطفال، كانت تُعرف بـ"الأم الحنون" في حيها، لكن ملفها الأمني يُظهر تواصلاً مكثفًا مع حسابات متطرفة على تطبيق "تيليغرام" أما الفتاتان الأصغر، فطالبتان جامعيتان، وقد صورتا نفسيهما وهما تؤديان قسم الولاء لتنظيم داعش الإرهابي أمام علمه المعروف بالسواد.
خلال الاستجواب، قالت إحداهن: "سنفجر أنفسنا في قلب باريس ليذكر العالم أن الجهاد لم يمت"، وفق قولها.
وأكد المحققون أن العملية كانت في مراحلها النهائية، إذ تم العثور بحوزتهن على كيلوغرامين من مادة "TATP" المتفجرة، المعروفة بـ"أم الشيطان".
وبحسب التقرير، أعلنت السلطات رفع حالة التأهب إلى الحمراء، إذ أكد وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، أن "الخطر ما زال قائما"، مشيرا إلى أن القضية الآن بيد النيابة العامة لمكافحة الإرهاب، ومن المنتظر أن تحال المشتبه بهن إلى قاضي التحقيق يوم الاثنين المقبل.
ويأتي كشف هذا المخطط في وقت تتزايد فيه وتيرة الهجمات في البلاد، حيث أعلن وزير الداخلية الفرنسي الخميس، عن تفاصيل حادث دهس طال حشداً في غرب البلاد، يُشتبه في أن منفذه "اعتنق أفكاراً متطرفة"، مشيراً إلى العثور على "إشارات دينية صريحة" في منزله.
وأضاف نونيز، في تصريح نقلته وكالة "رويترز"، أن "عدداً من المؤشرات الظاهرة في شخصية المهاجم، ومنها أنه صاح بـ (الله أكبر) أثناء الحادث، تدل بوضوح على وجود دوافع دينية في سلوكه"، وفق قوله.
وأكد أن التحقيقات مستمرة لتحديد خلفيات الحادث ودوافع منفذه.
ووفقا للبيانات الرسمية عن وزارة الداخلية الفرنسية، والمدعي العام لمكافحة الإرهاب أوليفييه كريستن، ومديرية الأمن الداخلي (DGSI)، فإن فرنسا لم تشهد هجمات إرهابية ناجحة كبرى خلال العام الماضي، غير أن التهديد ظل مرتفعا جدا، إذ تم إحباط 9 هجمات إرهابية في 2024 وهو رقم قياسي منذ 2017، بما في ذلك 3 استهدفت أولمبياد باريس مباشرة.
وبحسب البيانات الرسمية، وجهت تهم الإرهاب إلى 17 قاصراً خلال العام الجاري مقابل 19 في 2024.
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت السلطات الفرنسية اعتقال فتى (17 عاماً) خطط لهجمات على سفارات ومقار رسمية، وحينها حذر المدعي العام كريستن من "تطرف سريع" بين الشباب عبر الإنترنت، مع 80% من القضايا مرتبطة بتنظيم داعش، على حد قوله.