أظهرت التطورات الأخيرة في الحرب الروسية-الأوكرانية أن القوات الروسيةحققت أسرع مكاسب إقليمية بوتيرة لم تشهدها منذ بداية الحرب قبل نحو 4 سنوات، وسط تعثر محادثات السلام وغياب توافق دولي على مسار التسوية؛ ما قد يفرض خريطة روسية جديدة لمستقبل الصراع.
وكشفت بيانات ميدانية أوكرانية، أن موسكو سيطرت على نحو 200 ميل مربع من الأراضي في نوفمبر، مقارنة بـ100 ميل مربع في الشهر السابق؛ ما يشير إلى تسارع وتيرة التوسع الروسي، وتتركز المكاسب حول مناطق دونباس الشرقية، بما فيها المدن الاستراتيجية مثل سيفيرسك وسلوفيانسك، ضمن خطة موسكو للسيطرة على ما تصفه بـ"المدن الحصينة".
وذكرت "التيليغراف"، أن روسيا تعتمد في تقدمها على وحدات صغيرة تتسلل خلف خطوط الدفاع الأوكرانية، وهو أسلوب سبق أن نجح في مناطق مثل بوكروفسك، وهو ما يضاعف الضغط على الجيش الأوكراني ويستنزف موارده على جبهات تمتد لمسافة 630 ميلاً.
لكن ومع ذلك، يشير محللون إلى أن الخطوط الأمامية الأوكرانية لم تسقط بالكامل، وأن القوات الأوكرانية لا تزال قادرة على صد الهجمات في عدة مناطق، بما فيها الجنوب والشرق.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، بحسب مصادر مطّلعة، فإن مقترح السلام الذي أعدته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي كان يشترط تنازلات كبيرة من كييف، فشل في التوصل إلى اتفاق بسبب رفض أوكرانيا وأوروبا لشروط موسكو، بما في ذلك السيطرة على كامل دونباس وحظر انضمام أوكرانيا للناتو.
ويعتقد مراقبون أن هذا الجمود أعاد ترتيب الأولويات الغربية، مع تحركات عاجلة لتقديم دعم سياسي وعسكري لأوكرانيا، بما في ذلك اجتماع طارئ في داونينغ ستريت بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس.
ومع دخول فصل الشتاء، يتوقع الخبراء تباطؤ وتيرة الهجوم الروسي، لكن أوامر بوتين بالاستعداد للقتال في ظروف الشتاء تشير إلى اعتزامه عدم التراجع عن مطالبه الإقليمية؛ ما يجعل الصراع مفتوحا على سيناريوهات خطيرة لإعادة رسم خريطة السيطرة بالقوة.