كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن الملك تشارلز الثالث كان وراء تغيير رأي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حرب أوكرانيا، حيث لعب دوراً حاسماً في إقناعه بأن كييف "قادرة على الفوز" في الصراع ضد روسيا.
ونقلت الصحيفة عن أندريه يرماك، المستشار الأول للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قوله إن المحادثات الخاصة مع الملك خلال الزيارة الرسمية الأخيرة لترامب كانت "مهمة للغاية".
على نحو مفاجئ، قال الرئيس الأمريكي بعد خطابه في الأمم المتحدة، إن أوكرانيا قادرة على استعادة كل أراضيها من القوات الروسية، لتكون هذه التصريحات بمثابة "انحراف صارخ" عن إصراره السابق على ضرورة تنازل كييف عن بعض أراضيها لروسيا.
وجاء تغيير ترامب لموقفه بعد اجتماعه مع زيلينسكي، في الأمم المتحدة، وعندما سُئل عما إذا كان الوفد الأوكراني قد غيّر رأي ترامب، أشاد أندريه يرماك، بدلاً من ذلك بجهود الملك ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.
وقال: "أود أن أذكر أن زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة المتحدة كانت رائعة، وأعرف موقف جلالته، وموقف رئيس الوزراء ستارمر، والأشخاص الذين التقى بهم الرئيس ترامب.. لقد كانت مهمة للغاية".
ووفق مصادر دبلوماسية، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن التغيير في رأي ترامب جاء بعد وقت قصير من محادثاته مع الملك، حيث يُعتقد أن تشارلز الثالث ناقش قضية أوكرانيا في اجتماعات خاصة مع الرئيس الأمريكي خلال الزيارة الرسمية.
واستضاف الملك ترامب وعئلته في قلعة وندسور، حيث أمضى معهم الغداء والعشاء، ورافقهم في يوم حافل بالأنشطة. وفي خطابه في مأدبة الدولة، ذكر أوكرانيا بالاسم مرة واحدة، في خطاب عُرف بنبرته السياسية.
وفي كلمته للرئيس الأمريكي، قال الملك: "إن بلدينا لديهما أقرب علاقة دفاعية وأمنية واستخباراتية عرفها العالم على الإطلاق".
وأضاف: "في حربين عالميتين، حاربنا معاً لهزيمة قوى الاستبداد. واليوم، بينما يهدد الاستبداد أوروبا مجدداً، نقف نحن وحلفاؤنا معاً لدعم أوكرانيا، لردع العدوان وضمان السلام".
كما كشفت "التلغراف" أن زيلينسكي استغلّ اجتماعه مع ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب شحنات من صواريخ توماهوك التي يمكن أن تضرب موسكو.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر أن الرئيس الأوكراني أبلغ نظيره الأمريكي أن نظام الأسلحة عالي التقنية من شأنه أن يساعد في إجبار الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين، على القدوم إلى طاولة المفاوضات لمناقشة اتفاق السلام.
ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان ترامب سيوافق على الطلب، على الرغم من أن زيلينسكي بدا وكأنه يشير إلى أنه مستعد لقبول الاقتراح في مقابلة مع موقع أكسيوس الأمريكي.
وقال يرماك: "يمكنني القول إن بعض الأسلحة المهمة جداً لأوكرانيا، للدفاع عنها ومواصلة القتال، ربما سمعنا لأول مرة موقفاً صريحاً وإيجابياً للغاية، وهو أمر لم نشهده من قبل. وهذا تقدم كبير".
ويُعرف الملك تشارلز بأنه داعم قوي لأوكرانيا في حربها مع روسيا، ففي مارس/آذار الماضي، استضاف زيلينسكي في ساندرينغهام لتناول الشاي، بعد أيام من المواجهة الحادة بين الزعيم الأوكراني وترامب وجي دي فانس، نائب الرئيس في البيت الأبيض.
