الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أقدمت إدارة ترامب على ترحيل نحو 100 إيراني من الولايات المتحدة إلى إيران بعد اتفاق بين الطرفين، بحسب مسؤولين إيرانيين مطلعين على المفاوضات ومسؤول أمريكي مطلع على الخطط، كجزء من أبرز جهود الإدارة لترحيل المهاجرين بغض النظر عن ظروف حقوق الإنسان في بلادهم.
وأوضح المسؤولون الإيرانيون أن الرحلة، على متن طائرة مستأجرة من الولايات المتحدة، انطلقت من لويزيانا ليلة الاثنين، وكان من المقرر وصولها إلى إيران عبر قطر يوم الثلاثاء، وقد تحدث جميع المسؤولين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لعدم تصريحهم بمناقشة التفاصيل علنًا.
وكشفت "نيويورك تايمز"، أن هذا الترحيل يشكل خطوة صارمة ضمن حملة الإدارة الأمريكية لترحيل المهاجرين، حتى أولئك الذين يواجهون اضطهادًا شديدًا، مثل الإيرانيين الذين اعتنقوا المسيحية ويواجهون مخاطر كبيرة في بلادهم. وقبل هذا الترحيل، أرسلت الولايات المتحدة مجموعات من الإيرانيين إلى كوستاريكا وبنما؛ ما أثار دعاوى قضائية من ناشطين دفاعًا عن حقوق المهاجرين.
يرى الخبراء أن الولايات المتحدة لطالما وفرت ملاذًا للإيرانيين الفارين من بلادهم، التي تشهد أحد أشد سجلات حقوق الإنسان تقييدًا في العالم، وتشمل الاضطهاداتُ الناشطين الحقوقيين، والصحفيين، والنساء، والأقليات الدينية، وأفراد "مجتمع الميم"، إضافةً إلى المعارضين السياسيين.
ولم تتّضح على الفور دوافع أو هويات الإيرانيين المرحلين، لكن السنوات الأخيرة شهدت ازيادًا في عدد الإيرانيين القادمين إلى الحدود الجنوبية الأمريكية، بما في ذلك أشخاص ادّعوا خوفهم من الاضطهاد السياسي والديني.
لطالما واجهت الولايات المتحدة صعوبة في ترحيل المهاجرين إلى إيران بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية منتظمة، وصعوبة الحصول على الوثائق اللازمة؛ ما اضطر السلطات الأمريكية إلى الاحتجاز الطويل أو الإفراج عن بعضهم، وفي 2024، تم ترحيل أكثر من 20 إيرانيًّا على بضع رحلات تجارية، وهو أعلى رقم منذ سنوات.
من جانبهم أكد المسؤولون الإيرانيون أن المرحَّلين كانوا رجالًا ونساءً، وبعضهم من الأزواج، وذكروا أن بعض المرحّلين وافقوا طواعية بعد احتجازهم لعدة أشهر، بينما لم يوافق آخرون، وأشار المسؤولون إلى أن معظم المرحّلين لم يحضروا جلسات الاستماع في محاكم اللجوء أو رُفِضَت طلباتهم.
ويعتقد مراقبون أن عمليات الترحيل تعد لحظة نادرة للتعاون بين واشنطن وطهران، بعد أشهر من النقاشات والتنسيق، وقال أحد المسؤولين إن وزارة الخارجية الإيرانية نسقت عودة المرحّلين، وتم تقديم ضمانات بعدم تعرُّضهم لمشاكل، رغم أن البعض أعرب عن خيبة أمله وخوفه.
وتواجه إيران نفسها أزمات متشابكة، بما في ذلك القمع السياسي، والأزمة الاقتصادية، وانهيار العملة، وارتفاع التضخم والبطالة، وانقطاع المياه والكهرباء، مع تفعيل عقوبات الأمم المتحدة التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا، وكل ذلك يضيف بعدًا إنسانيًّا وسياسيًّا معقدًا على عملية الترحيل.