الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

الحرب تطرق أبواب رومانيا.. توتر متصاعد على ضفاف نهر الدانوب

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرةالمصدر: رويترز

يعيش سكان القرى الرومانية المتاخمة لدلتا نهر الدانوب تحت وطأة تداعيات الحرب الأوكرانية منذ أكثر من عامين. وتتكرر في هذه المناطق المعزولة مشاهد سقوط الطائرات المسيّرة الروسية وسماع انفجارات القصف على الضفة المقابلة. ويشعر الأهالي بأنهم تُركوا لمواجهة هذا الخطر بمفردهم، في ظل غياب الدعم الكافي من السلطات.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «لو موند» الفرنسية، أصبحت أصوات الحرب جزءاً من الحياة اليومية لسكان هذه القرى الصغيرة، حيث تختلط صرخات الحيوانات الليلية بأصوات المحركات العالية للطائرات المسيّرة وانفجارات القذائف من الجانب الأوكراني.

أخبار ذات علاقة

أوكرانيا: تراجع القدرة التصديرية للموانئ على نهر الدانوب بسبب الهجمات الروسية

قرية بيريبرافا

من جانبها، تقول تشيلا سيليبون، كاتبة سيناريو تبلغ من العمر 50 عاماً، «الحرب بالنسبة لي أصبحت مرتبطة بالأصوات، أستطيع التمييز بين صوت المسيّرة الإيرانية (شاهد) وصوت الصاروخ، الليل هو وقت الحرب بالنسبة لنا».

وتقع قرية بيريبرافا الصغيرة على فرع نهر "كيليا"، مواجهةً ميناء فيلكوفه الأوكراني. 

ويُعد هذا الموقع أقصى نقطة مأهولة قبل البحر الأسود، ولا يمكن الوصول إليه إلا بالقوارب بعد رحلة طويلة من مدينة تولتشا، وسكان القرية هم في معظمهم من الليبوفانين، وهم طائفة روسية أرثوذكسية قديمة، يعيشون على الصيد والسياحة الصغيرة.

وتجدر الاشارة إلى أن الطائرات المسيّرة الروسية استهدفت الموانئ الأوكرانية على الدانوب، منذ منتصف 2023 بما في ذلك ميناء إزمايل، الذي يُعد بديلاً لميناء أوديسا في تصدير الحبوب. 

وقد شُوهدت بعض الطائرات المسيّرة وهي تحلق داخل الأجواء الرومانية، حيث تحطمت بعضها على الأراضي المحلية، في حين لم تستخدم مقاتلات "الناتو" لإسقاطها لتفادي الأضرار الجانبية.

بدورهم، يشعر السكان المحليون  بالعزلة والإهمال، ويعتمدون على قنوات تواصل غير رسمية للحصول على التحذيرات.

وتقول سيليبون، الملقبة بـ«سيدة الطائرات المسيّرة»: «الرسائل الرسمية تصل بعد الانفجارات أحياناً، لذلك نضطر للاعتماد على وسائل التواصل من الجانب الأوكراني».

أخبار ذات علاقة

جنود روس يعدّون طائرات مسيرة للإطلاق

رومانيا: مسيّرة دخلت أجواءنا أثناء ضربات روسية على أوكرانيا

خسائر كبيرة في الصيد والسياحة

في الوقت نفسه، يرى ميرتشا غيبان، رئيس جمعية الصيادين في بلدة كيليا فيكه، أن الحرب أثرت على مصادر رزق السكان بشكل كبير، مضيفا «لم نحصل على أي تعويض رغم الخسائر الكبيرة في الصيد والسياحة»؛ ما يزيد من شعور السكان بالظلم، خصوصاً مع استمرار تقديم رومانيا المساعدات إلى أوكرانيا.

كما قامت السلطات الرومانية ببناء ملاجئ إسمنتية وتعزيز المراقبة العسكرية بعد العثور على حطام الطائرات المسيّرة في سبتمبر/ أيلول 2023، لكن هذه التدابير تثير مشاعر مختلطة.

من جانبه، يقول نيكولاي غراتشوف، نائب رئيس البلدية: «وجود الجنود يبعث شعوراً بالأمان للبعض، لكنه يخيف آخرين ويثير القلق من استعداد لمواجهة أكبر».

من جانبهم، يحذر خبراء الأمن من أن صمت الحكومة الرومانية، مقارنة بتصريحات بولندا العلنية، يزيد من انتشار المعلومات المضللة. 

بدوره، يشير كلوديو ديغيراتو، خبير في الأمن الإقليمي، إلى أن التردد في التصرف وإبلاغ السكان يضعهم في موقف يشبه حالات الطوارئ الحربية، رغم أن البلاد في وضع سلام رسمي.

وختم تقرير الصحيفة الفرنسية بالقول إنه في دلتا الدانوب، تبقى الحرب على الضفة الأخرى حقيقة محسوسة، تنذر بتأثيرات مستمرة على الحياة اليومية لسكان هذه القرى، الذين يعيشون على خط تماس غير معلن بين السلام والخطر المستمر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC