قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أدلة" على ما وصفه بجرائم قتل جماعية استهدفت المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، ليتبين، لاحقاً، أن بعضها يعود لصور ومقاطع فيديو من أماكن أخرى، أبرزها من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي اجتماع مشحون بين جمع ترامب مع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، عرض الرئيس الأمريكي نسخة مطبوعة من مقال مرفق بصورة، قائلاً: "هؤلاء جميعاً مزارعون بيض يُدفنون"، في إشارة إلى عمليات قتل جماعي ارتكبت في جنوب أفريقيا.
غير أن الصورة التي استخدمها ترامب كانت في الواقع مأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة "رويترز" في 3 فبراير، ويُظهر عاملين في المجال الإنساني ينقلون أكياس جثث في مدينة غوما الكونغولية، عقب اشتباكات دامية مع متمردين مدعومين من رواندا، فيما عرض ترامب خلال الاجتماع مقطع فيديو زعم أنه يُظهر قبوراً جماعية لمزارعين بيض، وقال إنها "مواقع دفن".
كما أظهرت التحقيقات أن اللقطات تم تصويرها على طريق سريع يربط بين بلدتي نيوكاسل ونورماندين في جنوب إفريقيا، وتُظهر موقعاً تذكارياً مؤقتاً وليس قبوراً حقيقية، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وبحسب الصحيفة، فقد تضمن الفيديو الذي عرضه ترامب مغالطات عديدة، وكان يهدف إلى دعم عرضه بمنح "اللجوء" للمزارعين البيض الذين قال إنهم مضطهدون، وهو ما أثار استياء حكومة جنوب أفريقيا التي تنفي هذه الادعاءات، وتعتبرها جزءاً من نظرية مؤامرة يمينية متطرفة لا تستند إلى حقائق.
وظهر في الفيديو السياسي الجنوب أفريقي المثير للجدل يوليوس ماليما، زعيم حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، مرتدياً القبعة الحمراء الخاصة بحزبه، وهو يردد شعارات، مثل: "اقطعوا عنق البياض" وأغنية "اقتل البوير، اقتل المزارع"، وهي شعارات مثيرة للجدل تعود لفترة مناهضة الفصل العنصري.
وقال ترامب بشكل خاطئ، إن ماليما مسؤول حكومي، في محاولة للإيحاء بأن هذه التصريحات تعكس سياسة رسمية تجاه الأقلية البيضاء في البلاد.
لكن الرئيس رامافوزا وفريقه المرافق نأوا بأنفسهم عن تصريحات ماليما، وأكد وزير الزراعة جون ستينهايزن، العضو في حزب التحالف الديمقراطي اليميني الوسطي، أنه انضم إلى الائتلاف الحاكم مع رامافوزا "بهدف منع هؤلاء من الوصول إلى السلطة".
يذكر بأن زيارة رامافوزا إلى واشنطن جاءت في محاولة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة بعد انتقادات متكررة من ترامب بشأن قوانين الأراضي في جنوب أفريقيا، وسياستها الخارجية، ومعاملتها المزعومة للأقلية البيضاء، وهي اتهامات تنفيها الحكومة الجنوب أفريقية.
